الرقة: منصة سوريا 24 تلتقي والد الطفل الناجي من البئر و”السفراني” صاحب فكرة الإنقاذ

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تحوّلت قرية كورمازة في ريف الرقة الشمالي إلى مركز اهتمام خلال الساعات الماضية، بعد أن سقط الطفل علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، في بئر ارتوازي يتجاوز عمقه خمسين مترًا.

وعلى الرغم من الجهود الفنية المكثفة، والمشاركة الواسعة من فرق الإنقاذ والدفاع المدني التركي، فإن النقطة الحاسمة في العملية جاءت من مبادرة فردية لرجل من مدينة السفيرة، كان له الدور الأبرز في إنقاذ حياة الطفل.

لم يستطع والد الطفل، صالح مسلم عبدي، أن يخفي دموعه، وقال لمنصة سوريا 24: “ظننت أني فقدت ابني إلى الأبد… لكن الله أرسل لنا هذا الرجل، وجميع من وقف معنا… الحمد لله الذي أخرجه حيًّا، الحمد لله على كل شيء”.

وبحسب ما وثقته سوريا 24، فإن الرجل المعروف باسم محمود الحمود أبو عبد الله السفراني قد اقترح في لحظة يأس استخدام طريقة بدائية ولكن فعّالة، تقضي بإنزال خرطوم بلاستيكي بداخله حبل متين إلى قاع البئر.

هذه الفكرة، التي بدت للوهلة الأولى بسيطة، كما يقول لمنصة سوريا 24، شكّلت التحوّل الحقيقي في مجريات عملية الإنقاذ، إذ تم تمرير الحبل نحو الطفل، الذي أظهرته الكاميرا وهو يبكي ويرتجف، فقام برفع يداه، وتم تطويق جسده تلقائياً بالحبل، ما مكّننا من اقتناص الطفل.

ويُشير الحمود، إلى أن جميع المحاولات السابقة باءت بالفشل، رغم توفر المعدات والكاميرات المتطورة، مؤكدًا أن “الفكرة التي قدمها أبو عبد الله كانت نقطة التحوّل، وبدونها لما تمكّنا من إخراجه على قيد الحياة”.

وحمد الحمود الله على كونه كان سبباً في إنقاذ الطفل، وختم حديثه بالقول: “الحمد لله رب العالمين على كل حال لله رب العالمين على ما منحنا إياه من عزيمة وتدبير”.

من جانبه، عبّر حمد الباني، جار العائلة، لمنصة سوريا 24 عن مشاعر الفرح بقوله: “تجمّع الناس من كل القرى، وبكينا من الفرحة عندما خرج علي حيًّا، هذا الرجل يستحق أن يُذكر اسمه في كل بيت”.

في السياق ذاته، قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، في تصريح خاص عبر منصة X، إن الوزارة تواصلت فورًا مع ولاية أورفا التركية بعد تلقي المناشدات، وأوضح أن إدارة الكوارث التركية (AFAD) أرسلت فرقًا متخصصة إلى موقع الحادث، واستخدمت تقنيات الحفر الجانبي، إلى جانب إنزال الكاميرات ومستلزمات الحياة إلى قاع البئر، إلا أن الوصول إلى الطفل بقي صعبًا حتى جاءت الفكرة المحلية.

وقد أعاد هذا الحادث تسليط الضوء على الحاجة المُلحّة لوجود فرق إنقاذ ثابتة واستجابة طارئة فعالة في محافظتي الرقة والحسكة، إذ تُعتبر حوادث السقوط في الآبار من أخطر التحديات التي تواجه المناطق الريفية في ظل غياب البنية التحتية المناسبة.

وبعد نجاح عملية الإنقاذ، نُقل الطفل علي إلى مستشفى محلي لتلقي الإسعافات، ثم تم تحويله إلى تركيا، حيث أكد مصدر طبي أن حالته مستقرة.

مقالات ذات صلة