مدير مدينة حسياء الصناعية لسوريا 24: نعمل على تحويل المدينة إلى مركز صناعي ذكي ومحفّز للاستثمار

Facebook
WhatsApp
Telegram

في ظل التوجهات الحكومية نحو إعادة إحياء القطاع الصناعي وتعزيز النمو الاقتصادي، تبرز المدينة الصناعية في حسياء بريف حمص كواحدة من أبرز المشاريع الحيوية التي تُرسم من خلالها خارطة التحول الصناعي في سوريا.

وتقع المدينة على بعد نحو 25 كيلومترًا جنوب شرق حمص، وتُعدّ من أكثر المدن الصناعية تطورًا من حيث البنية التحتية، والموقع الاستراتيجي، وتنوع الفرص الاستثمارية.

وأوضح طلال زعيب، مدير المدينة الصناعية في حسياء في حديث لمنصة سوريا ٢٤، التوجهات المستقبلية الطموحة التي تسعى المدينة من خلالها إلى ترسيخ مكانتها كمركز صناعي متقدم على المستويين الوطني والإقليمي.

رؤية استراتيجية لجذب الاستثمارات النوعية

وأكد مدير المدينة الصناعية أن الحكومة وبالتعاون مع القطاع الخاص، تسير بخطى حثيثة لجذب استثمارات نوعية خلال السنوات الخمس القادمة، من خلال تبني سياسات استثمارية محفزة ومتكاملة.

وقال: “نعمل على بناء بيئة استثمارية جاذبة تمزج بين الحوافز المالية، والتسهيلات الإدارية، والضمانات القانونية، بهدف جذب رؤوس الأموال المحلية والخارجية، لا سيما في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية”.

وأشار إلى أن نظام الاستثمار الجديد الذي تم تطبيقه في حسياء يتميز بكونه حديثًا ومتطورًا”، ويتضمن حزمة من التسهيلات تشمل:

– توفير الأراضي مجانًا، مع استيفاء تكاليف البنية التحتية فقط.

– أسعار تنافسية للأراضي: الدفع نقدًا بسعر 26 دولارًا للمتر المربع، أو تقسيط المبلغ على خمس سنوات، بدفع دفعة أولى بنسبة 5%، ومجموع 20 قسطًا سنويًا.

– إعفاء كامل من الرسوم الجمركية على جميع الآلات والمعدات اللازمة للإنتاج.

– حماية المنتج المحلي من خلال دراسة وضبط الرسوم الجمركية على السلع المستوردة المماثلة.

ولفت زعيب إلى أن هذه الحوافز تأتي في إطار جذب مشاريع صناعية متقدمة، لا سيما في مجالات الطاقة النظيفة، والصناعات الغذائية، والتقنيات الطبية، والبناء، والتعبئة والتغليف.

تطوير البنية التحتية: ركيزة التنافسية المستقبلية

واعتبر زعيب أن تطوير البنية التحتية يُعدّ من أولويات المرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن المدينة تعمل على تطوير محاور متعددة لتعزيز تنافسيتها:

تحسين شبكات النقل والربط اللوجستي من خلال:

– إعادة إحياء مشروع “تحويلة حمص الكبرى”، التي تربط المدينة الصناعية مباشرة بالساحل السوري، مما يُسهل تصدير المنتجات ونقل المواد الأولية.

– توسيع وتطوير الطرق الداخلية والخارجية، مع ربط المدينة بالطريق الدولي M5، الذي يمتد من الحدود العراقية إلى الحدود اللبنانية.

– وجود مرفأ جاف في حسياء، إلى جانب محطتي قطار: واحدة لنقل البضائع والمواد الخام، وأخرى لنقل الركاب، مما يعزز انسيابية الحركة.

– البنية التحتية الرقمية: عزيز التغطية بشبكة الإنترنت عالي السرعة، وإقامة مراكز بيانات حديثة لدعم الشركات الناشئة والمؤسسات التقنية، ودعم التحول الرقمي في المصانع عبر أنظمة إدارة الإنتاج الذكية.

-الطاقة والمياه: التوسع في استخدام الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لتغذية المنشآت الصناعية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إضافة إلى تطوير شبكات الكهرباء وتركيب مولدات احتياطية لضمان استمرارية التشغيل، وتحسين كفاءة شبكات المياه والصرف الصحي، مع اعتماد تقنيات إعادة التدوير.

التحول نحو الصناعة الذكية والتقنيات المتقدمة

ورأى مدير المدينة أن التحول نحو الصناعة الرابعة يُعدّ من الركائز الأساسية في استراتيجية التطوير: “نحن لا نبني مصانعًا فقط، بل نبني مستقبل الصناعة السورية”.

وأوضح أن المدينة تُشجع على: تبني أنظمة الإنتاج الرقمية، مثل الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء (IoT) لتحسين الكفاءة وجودة المنتجات.

كما تشجع على إنشاء حاضنات أعمال ومراكز بحث وتطوير لدعم الابتكار المحلي، لا سيما في المجالات التكنولوجية والبيئية، إلى جانب تعزيز الشراكات بين القطاع العام والخاص، مع دعوة شركات وطنية ودولية لنقل التكنولوجيا وأفضل الممارسات الصناعية.

كما تُقدم حوافز خاصة للمصانع التي تعتمد الأتمتة وتقنيات الإنتاج النظيف، بهدف تحفيز التحديث الصناعي

ضمان استدامة البيئة الاستثمارية

وذكر زعيب أن المدينة تُولي اهتمامًا خاصًا لضمان استدامة البيئة الاستثمارية من خلال سياسات متكاملة تشمل الطاقة، والعمالة، وتحفيز الصناعات المتقدمة.

وبيّن أنه:

في مجال الطاقة: دعم استخدام مصادر الطاقة البديلة، مع دراسة إمكانية إقامة محطات شمسية مخصصة داخل المدينة، وتشجيع المصانع على ترشيد استهلاك الطاقة من خلال تحديث الآلات واعتماد أنظمة كفاءة عالية.

وفي مجال العمالة: التعاون مع مراكز التعليم المهني والتقني لتأهيل العمالة المحلية وفق متطلبات السوق الصناعي، والتركيز على توظيف الكوادر الوطنية، مع ضمان بيئة عمل آمنة وفق معايير السلامة المهنية، وتطبيق أنظمة واضحة لحماية حقوق العمال، بما يضمن التوازن بين الكفاءة والتكلفة.

وفي مجال تحفيز الصناعات المتقدمة: تسهيل الإجراءات الإدارية وتقليص زمن منح التراخيص للمشاريع الحديثة، وإنشاء مجمعات تكنولوجية تُعنى بالصناعات المتقدمة مثل الإلكترونيات، والبرمجيات، والطاقة النظيفة، ودعم الشركات الناشئة من خلال حاضنات الأعمال وتقديم الاستشارات الفنية والمالية.

نقاط القوة التنافسية للمدينة الصناعية في حسياء

تشكل حسياء ورشة صناعية متكاملة بفضل ميزات تنافسية فريدة، من أبرزها:

– موقعها الاستراتيجي على الطريق الدولي M5، وتوسطها الجغرافي بين سوريا وبلاد الشام.

– قربها من مصادر المواد الأولية مثل الرمل، والفوسفات، والحجر الجيري، والمواد الزراعية من مناطق القصير وحماة.

– توفر منطقة حرة داخل المدينة، تتيح مزايا جمركية وضريبية للمستثمرين.

– البنية التحتية المتكاملة، تشمل مصارف (عامة وخاصة)، وشبكات طاقة، واتصالات، ونقل.

– وجود مرفأ جاف ومحطات قطارات، مما يعزز القدرة اللوجستية.

من مركز صناعي إلى قطب تنموي مستدام

تسعى المدينة الصناعية في حسياء إلى أن تصبح قطبًا صناعيًا متقدمًا يُسهم بشكل فاعل في:

– تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال تشغيل آلاف العمال وتحفيز الصناعات التحويلية.

– جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة من الدول الصديقة التي تبحث عن شراكات صناعية مستدامة.

– الاندماج في الأسواق الإقليمية، من خلال إنتاج سلع تنافسية في جودتها وتكلفتها.

وأكد زعيب أن:  “حسياء ليست مجرد مدينة صناعية، بل هي نموذج لمستقبل الصناعة في سوريا، حيث يتكامل التطور التكنولوجي مع الاستدامة البيئية والتنمية الاجتماعية”.

بوابة الصناعة السورية نحو المستقبل

ومع التوجهات الحكومية الداعمة، والبنية التحتية المتطورة، والحوافز الاستثمارية الجاذبة، تُرسخ المدينة الصناعية في حسياء مكانتها كواحدة من أبرز المشاريع الاقتصادية الحيوية في سوريا.

وفي ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني، تأتي حسياء كمصدر أمل في إعادة بناء قاعدة صناعية قوية، قادرة على التصدير، والابتكار، والتنافس على خريطة الاقتصاد الإقليمي..

مقالات ذات صلة