الرقة: دعوات لبناء جسر على نهر الفرات لتسهيل حياة السكان وتقليص المسافات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تُعدّ عبارات نهر الفرات وسيلة حيوية للتنقل ونقل البضائع بين ضفتي النهر في مدينة الرقة، خاصة لسكان القرى المتاخمة له، إذ تمثل هذه الوسائل اليدوية حلقة الوصل الوحيدة التي تُمكّن الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، وإتمام أنشطتهم التجارية، والحفاظ على روابطهم الاجتماعية. ورغم بساطتها، فإن هذه العبارات تجسد روح الصمود والاعتماد على الذات لدى أبناء المنطقة، الذين اعتمدوا عليها منذ ثمانينيات القرن الماضي في ظل غياب البنى التحتية الرسمية كالجسور والسدود.

وكان نهر الفرات يضم ثلاث عبارات رئيسية تخدم القرى المنتشرة على ضفتيه، لكن تنظيم “داعش” قام قبيل معاركه الأخيرة في الرقة عام 2017 بتفجير عبارتين
بالقرب من المدينة، ما جعل عبارة قرية البرودة الوسيلة الوحيدة المتبقية لنقل الأفراد والمركبات.

تُشغّل عبارة البرودة يدويًا عبر حبال مثبتة بإحكام بين الضفتين، وتتحمل عبء نقل السيارات، والجرارات الزراعية، والأفراد بشكل يومي، لتخدم أكثر من عشرين قرية على الضفتين، منها السحل، والبرودة، والخاتونية، والخضرة، وغيرها.

غير أن الوصول إلى موقع العبارة يواجه عقبات كبيرة، أبرزها سوء الطرق الترابية المؤدية إليها وعدم تعبيدها، ما يزيد من صعوبة التنقل، خاصة في فصل الشتاء. ويقول محمد العبد (36 عامًا) من قرية البرودة في تصريح خاص لـ”سوريا 24″:
“أملك أرضًا زراعية على الضفة الأخرى للنهر، وأعبر إليها شبه يوميًا عبر العبارة، لكن الطريق المؤدي إليها ترابي ويمر عبر الحقول، مما يجعل التنقل شتاءً بالغ الصعوبة. وخلال فيضان النهر، يصبح استخدام العبارة شبه مستحيل، فأضطر إلى قطع أكثر من 40 كيلومترًا للوصول إلى أرضي.”

ويؤكد العبد على ضرورة إنشاء جسور إضافية في المنطقة، مشيرًا إلى أن المسافة بين جسر الرقة الجديد وسد كديران تتجاوز 30 كيلومترًا، وهي أقرب نقطتين يمكن عبور النهر منهما.

وفي السياق ذاته، يرى معد العلي (38 عامًا) أن بناء جسر دائم في موقع العبارة سيحدث فرقًا جوهريًا في حياة السكان، مضيفًا: “المسافة الكبيرة بين الجسرين تضطرنا لقطع مسافات طويلة جدًا للتنقل بين أراضينا ومزارعنا. نحن بحاجة إلى تسهيل التنقل لتوفير الوقت والجهد.”

أما عبد الرحمن الجاسم، وهو من الفلاحين الذين يعبرون النهر يوميًا، فيؤكد أن الاعتماد على العبارة اليدوية يعرض السكان لمخاطر وتأخيرات مستمرة، مضيفًا: “نحن بحاجة إلى جسر آمن ومتين يربط بين الضفتين لتسهيل حياتنا اليومية وتجنب المخاطر.”

ويُتوقع أن يساهم إنشاء جسر دائم في هذا الموقع بتقليص المسافات التي يقطعها الأهالي بما لا يقل عن 40 كيلومترًا، مما سينعكس إيجابًا على سرعة إنجاز الأعمال الزراعية والتجارية، ويوفر وقتًا وجهدًا كبيرين لسكان المنطقة.

مقالات ذات صلة