وُلدت نورهين الحسين عام 1999 في مدينة رأس العين، وانتقلت عام 2012 إلى مدينة قامشلي، حيث وجدت في الرسم عالمها الخاص ولغتها الأصدق للتعبير. تقول نورهين: “منذ طفولتي كنت أجد راحتي أمام الورقة والقلم، لكن انطلاقتي الفعلية في عالم الفن كانت عام 2016”.
اختارت نورهين الفن التشكيلي بأسلوب تعبيري حر، يعتمد على تقنية الخربشة في رسم البورتريهات، مع لمسات لونية رمزية تضيف بعداً إنسانياً على العمل. أعمالها تركز على المشاعر والتجارب الإنسانية، وتحاول من خلالها نقل إحساسها الداخلي للمتلقي بأسلوب يدمج العفوية مع العمق الفني.
الدعم العائلي كان حجر الأساس في مسيرتها، خاصة من والدتها التي كانت تحتفظ بكل رسوماتها وتعرضها بفخر أمام العائلة والجيران، مما منحها دافعاً كبيراً للاستمرار وتطوير مهاراتها. كما ألهمتها تجارب وأعمال لفنانين محليين وعالميين شاهدتهم عبر وسائل التواصل، حيث كانت تستهويها تلك البصمات المميزة التي تجعل اللوحة تستوقف الناظر للتأمل.
تستوحي نورهين أفكارها من تفاصيل الحياة اليومية، وقصص الناس، والمشاهد التي تترك أثراً عاطفياً في نفسها. بالنسبة لها، الرسم ليس مجرد هواية، بل مساحة للتعبير الحر ووسيلة للتواصل مع الآخرين عبر الألوان والخطوط.
ورغم مواجهتها أحياناً نقداً قاسياً، إلا أنها تعلمت التمييز بين النقد البنّاء الذي يساعدها على التطور، وبين النقد الجارح الذي تتجاوزه بثقة. وهي ترى أن الصبر والمثابرة هما سر النجاح لأي فنان.
تأمل نورهين أن تصل أعمالها لكل شخص يشاهدها ويشعر بها، وأن يلمس في لوحاتها صدق المشاعر وعمق التجربة. وتوجه نصيحة للمبتدئين قائلة: “لا تنتظر حتى تكون جاهزاً لتبدأ. ارسم كثيراً، جرب، اخطئ وعدّل، وكن صبوراً ولا تخف من النقد. الأهم أن تكون صادقاً مع نفسك، فالفن الحقيقي يخرج من القلب”.
وتختم نورهين بشكرها لكل من تابع أعمالها وشاركها، مؤكدة أن الفن بالنسبة لها ليس مجرد ألوان وخطوط، بل رسالة ومشاعر تبقى حاضرة في كل لوحة ترسمها.