تجربة الموسم الزراعي للبصل في ريف القامشلي: تحديات وأثر اقتصادي كبير

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شهد هذا العام في ريف القامشلي ظروفًا زراعية صعبة أثرت بشكل كبير على المزارعين، الذين تكبدوا خسائر مالية كبيرة نتيجة الجفاف وقلة الأمطار، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج. حاول المزارعون التكيف مع هذه الأزمة من خلال زراعة محاصيل بديلة مثل البصل، لكن الظروف الاقتصادية الصعبة وتقلبات الأسعار أدت إلى مزيد من الضغوط والتحديات، مما زاد من معاناة العاملين في القطاع الزراعي بالمنطقة.

ظروف صعبة تؤثر على الإنتاج الزراعي

قال المزارع عبدالله العواد من قرية ذبانة في الريف الجنوبي لمدينة القامشلي لمنصة “سوريا 24” إن الموسم الزراعي الحالي كان من أصعب المواسم التي مرّ بها المزارعون في المنطقة. وأوضح أن الجفاف وقلة الأمطار تسببا في خسائر كبيرة بمحصول القمح، مما اضطرهم للبحث عن بدائل قد تعوض ولو جزءًا بسيطًا من الخسائر.

تجربة زراعة البصل بين التكاليف المرتفعة والعائد المحدود

وأضاف العواد أن المزارعين اتجهوا لزراعة البصل كبديل، حيث زرعوا 1200 كيلوغرامًا من بذار البصل بتكلفة تقارب 750 دولارًا، بالإضافة إلى 100 دولار أجور الفلاحين. وأشار إلى تكاليف السقاية والعمالة والأدوية التي وصلت إلى 500 دولار، فضلاً عن أجور حصاد البصل، مع العلم أن فترة الزراعة تمتد من الشهر الثاني حتى الشهر الثامن، وهي فترة طويلة تتطلب صبرًا وتحملًا للمصاريف.
وبيّن العواد أن ارتفاع أسعار المازوت الحر، الذي وصل سعر اللتر فيه إلى 6200 ليرة سورية، زاد العبء عليهم كثيرًا، فتكلفة إنتاج الجوال الواحد بلغت نحو 1500 دولار منذ بداية الموسم وحتى الحصاد. ورغم أن الإنتاج كان جيدًا، حيث تراوح بين 15 و20 طنًا للهكتار، إلا أن سعر الكيلوغرام في السوق كان بين 1200 و1500 ليرة، وهو سعر ضعيف جدًا مقارنة بالمصاريف والتعب المبذول طوال الموسم. وأشار كذلك إلى استغلال بعض التجار وتلاعبهم بالأسعار في السوق، مما أدى إلى أن تكون الأرباح بالكاد تغطي التكاليف.

مزيد من الخسائر مع محاصيل أخرى

من جهته، قال المزارع محمد، 48 عامًا، لمنصة “سوريا 24” إن هذه السنة كانت صعبة بكل المقاييس. وأوضح أنه كان يعلق أمله على زراعة البصل لتعويض بعض الخسائر، لكن الإنتاج كان ضعيفًا والأسعار غير مشجعة. لذلك قرر زراعة محاصيل أخرى مثل الملوخية والباذنجان الأسود على أمل تحقيق مردود أفضل، إلا أن هذه المحاصيل لم تحقق النتائج المرجوة.

وذكر محمد أن العمل كان شاقًا منذ تجهيز الأرض وشراء البذار، مرورًا بتكاليف السقاية والعمالة والأدوية، واستمر طوال فترة زراعة البصل من الشهر الثاني حتى الشهر الثامن. لكنه أشار إلى أن المردود المالي وقت البيع لم يكن كافيًا لتغطية تكاليف الموسم، مما جعله يشعر بأن الموسم بأكمله كان بلا جدوى. وأكد أن الزراعة رزق من الله، وفي مواسم يحقق المزارعون أرباحًا، وفي أخرى تكبدوا خسائر، لكن ما حدث هذا العام كان فوق قدرة أي مزارع.

وفي ختام حديثه لمنصة “سوريا 24″، عبر محمد عن استيائه الكبير، متوقعًا أن تكون هذه السنة آخر موسم له في زراعة الخضروات بشكل عام بسبب الظروف الصعبة والتحديات الاقتصادية التي تواجه المزارعين.

مقالات ذات صلة