الرحلة الملعونة لغيث حمّور: عندما تتحول الطائرة إلى ساحة للحساب الأخير

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بالتزامن مع انطلاق معرض الكتاب العربي في إسطنبول، أطلقت دار خطوة للنشر والتوزيع إصدارًا روائيًا جديدًا بعنوان مثير ومقلق: “الرحلة الملعونة”، للكاتب والصحفي السوري غيث حمّور، في عمل ينتمي إلى أدب الدراما النفسية والتشويق الوجودي، حيث تتقاطع المصائر وتتكشف الندوب القديمة على متن طائرة لا عودة منها كما كانت البداية.

تدور أحداث الرواية على متن الطائرة رقم 313 التي تقلع في مطلع عام 2023 من مكان غير محدد باتجاه كوالالمبور، حاملةً على متنها ركابًا ليسوا في رحلة سفر فحسب، بل في رحلة هروب من أحكام المجتمع، وجراح الطفولة، والذكريات التي لا تموت. من بينهم “آرام”، الطبيب النفسي الذي يحمل في حقيبته أسرارًا أثقل من ملفات مرضاه، و”براءة”، المرأة الشابة التي تمزقها حيرة النجاة أو الندم، بين الرغبة في الهروب ومواجهة الماضي.

يقول حمّور في حديثه لـ”سوريا 24” إن الرواية تمثل “تجربة أدبية مختلفة تمزج بين الدراما النفسية والتشويق، وتفتح أسئلة حول العدالة والذنب والخلاص”، موضحًا أن الطائرة تتحول تدريجيًا إلى مسرح للأسرار والصراعات الداخلية، حيث يلتقي ركاب هاربون من ماضيهم ويجدون أنفسهم أمام مواجهة لا مفر منها. ويضيف: “أردت أن أكتب نصًا يضع القارئ في قلب العاصفة، بين سماء لا نهائية وأرض بعيدة، حيث يكون الخلاص أحيانًا أثقل من الخطيئة”.

تتصاعد أحداث الرواية وسط اضطراب داخلي وتهديد خارجي، ليبقى القارئ أمام أسئلة مفتوحة:

هل يمكن للانتقام أن يكون شكلًا من أشكال العدالة؟
هل نملك حق الحكم على من دمّرنا؟
وهل الماضي يمكن دفنه فعلًا أم أنه يحجز معنا مقعدًا في كل رحلة؟

تقع الرواية في 144 صفحة، وتتبنى أسلوب السرد المتناوب بين صوتي “آرام” و”براءة”، مانحة القارئ رؤية مزدوجة لحقيقة واحدة، مع توظيف أدوات التحليل النفسي والرمزية لخلق توتر داخلي عميق يعيد التفكير في مفاهيم الخير والشر، الضحية والجلاد، الرحمة والعقاب.

غيث حمّور، من مواليد دمشق عام 1982، حاصل على بكالوريوس في الإعلام من جامعة دمشق وماجستير في السينما والتلفزيون من جامعة بهشة شهير في إسطنبول، عمل في مؤسسات صحفية داخل سوريا وخارجها، وسبق أن صدرت له أعمال أدبية منها رواية “أبيض قانٍ” (2022) التي تناولت قضايا اللجوء والنساء في زمن الحرب. ويُعرف بأسلوبه الجريء الذي يغوص في عمق النفس البشرية مستفيدًا من تقنيات السرد السينمائي والمسرحي.

مقالات ذات صلة