أكد المهندس بشير عساف من مدير مديرية الموارد المائية في محافظة حماة في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن “عودة سد أفاميا للعمل بعد 14 عاما من التوقف، ستحقق فائدة عظيمة للأخوة المزارعين، من خلال زيادة المساحات المزروعة ورفع الإنتاج بفضل توفير كميات جديدة من المياه اللازمة للإنتاج الزراعي”.
وأشار إلى أن السد يُعد من السدود الحيوية في بداية الغاب، وصُمم لسقاية مشروعي 3000 و3564 هكتار.
ضمان التشغيل بكفاءة عالية
وأوضح عساف أن عملية إملاء السد تتم من محطة ضخ أفاميا الرئيسية، التي تتغذى من أربع محطات فرعية هي: التوينة، الشريعة، نبع الطاقة، والقلعة، لافتاً إلى أن السد كان قد تعرض لعمليات تخريبية واسعة في الفترة الماضية، ما أدى إلى توقفه عن الخدمة وأضر بمساحات زراعية شاسعة.
وبيّن أن خطة إعادة التأهيل الجارية حالياً تشمل صيانة جدار حماية السد، مع تنفيذ بعض الأعمال المدنية، إضافة إلى إصلاح المفرغ السفلي وصمامي التفريغ، وإعادة تغذيته بالكهرباء من محطة ضخ أفاميا مع إنجاز كامل الأعمال الكهربائية اللازمة، بما يضمن تشغيله بكفاءة عالية.
الصيانة تعيد الأمل
بعد توقف دام 14 عاماً نتيجة القصف والتخريب الذي طال تجهيزات المحطة، باشرت مديرية الموارد المائية في حماة، عبر مركز الغاب وبالتنسيق مع مدير منطقة الغاب فايز لطوف، أعمال الصيانة الأولية لمحطة الضخ الرئيسية لسد أفاميا في ريف حماة الغربي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة لتقييم الأضرار تمهيداً لتسليم المحطة إلى إحدى المنظمات الدولية المعنية، بهدف إعادة تأهيلها ووضعها في الخدمة مجدداً، في خطوة يُعوَّل عليها كثيراً لإحياء النشاط الزراعي في المنطقة.
أهمية استراتيجية لسهل الغاب
تُعد محطة ضخ أفاميا من كبرى المحطات في سهل الغاب، إذ تضخ المياه من نهر العاصي إلى السد، ما يتيح ري مساحات واسعة من الأراضي الخصبة، ويعزز دور الغاب بوصفه إحدى السلال الغذائية الأساسية في سوريا.
وستؤدي إعادة تشغيل السد ومحطته إلى زيادة الإنتاج الزراعي، وتحسين الأمن الغذائي، وتوفير فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي، عبر توسيع الرقعة المزروعة بالمحاصيل الأساسية والخضروات.
شريان حياة لآلاف المزارعين
وبيّن عساف أن “إعادة سد أفاميا للعمل ليست مجرد إنجاز هندسي، بل هي إحياء لشريان حياة يعتمد عليه آلاف المزارعين في سهل الغاب، وضمان لاستمرار الإنتاج الزراعي في المنطقة على نحو أفضل”.
خطوة نحو استدامة الموارد
وتمثل إعادة تأهيل السد ومحطاته الفرعية خطوة نحو استدامة الموارد المائية في الغاب، خاصة في ظل التغيرات المناخية وشح المياه. كما أن المشروع يعيد إحياء منظومة الري المتوقفة منذ سنوات طويلة، ويفتح المجال أمام استثمارات زراعية جديدة.