تتصاعد مخاوف المزارعين في بلدتي الزر والشحيل بريف دير الزور الشرقي مع توقف محطات الري عن العمل، في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة لتلامس حاجز الـ45 درجة مئوية، الأزمة التي اندلعت قبل أيام باتت تهدد مساحات واسعة من الأراضي المزروعة، وسط غياب حل فوري يطمئن الأهالي على موسمهم الزراعي.
ووفقًا لمراسلنا في دير الزور، فإن الإيقاف شمل المحطات الواقعة ضمن القطاع السادس الممتد من الشحيل وحتى الطيانة، مشيرًا إلى أن الأراضي المزروعة بالقمح والذرة والخضروات تعتمد بشكل كامل على هذه المحطات”.
وأوضح أن “بعض الأراضي بدأت تظهر عليها علامات الجفاف، خاصة المحاصيل الصيفية الحساسة للمياه، ما يجعل أي تأخير إضافي في ضخ المياه محفوفًا بمخاطر فقدان جزء كبير من الإنتاج”.
وأكدت مصادر محلية أن الإيقاف جاء بعد تراكم مستحقات مالية على بعض المزارعين مقابل استهلاك الكهرباء، مشيرة إلى أن الكهرباء المخصصة لهذه المحطات حُوّلت مؤقتًا إلى محطات ري أخرى في ريف دير الزور.
ولفتت المصادر إلى أن النقاشات لا تزال قائمة لإيجاد آلية دفع تراعي الظروف الاقتصادية للأهالي وتضمن استمرار الخدمة.
وقال أحمد الحسين، وهو مزارع من الشحيل، لموقع سوريا 24: إن “المحصول الآن في مرحلة حساسة، وإذا لم يصله ماء خلال أسبوع، سنخسر أشهرًا من الجهد والمال”.
أما أحمد، وهو ناشط محلي، فاعتبر أن تكرار المشكلة للمرة الثانية خلال شهرين يكشف الحاجة إلى حلول دائمة، مثل تأمين مصادر بديلة للطاقة أو اعتماد أنظمة دفع أكثر مرونة.
وشهدت المنطقة في يونيو الماضي توقفًا مماثلًا للمحطات، انتهى بعد تدخل وجهاء محليين والتوصل إلى اتفاق مؤقت لإعادة التشغيل، ومع تكرار الأزمة، بدأ المزارعون يتحدثون عن تشكيل لجنة أهلية للتفاوض مع الجهات المعنية، بهدف التوصل إلى اتفاق طويل الأمد يمنع توقف الضخ خلال المواسم الحساسة.
ويطالب الأهالي بإعادة تشغيل المحطات فورًا، ووضع جدول تسديد يتناسب مع دخل المزارعين، بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء خزانات أو شبكات بديلة لتخزين المياه في فترات الانقطاع، ومع استمرار موجة الحر، يرى كثيرون أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة لمصير المحاصيل، وبالتالي لمصدر رزق مئات العائلات في المنطقة.