نازحو مخيم يعرب العشوائي قرب الرقة يواجهون نقص المساعدات وتردي الخدمات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

على أطراف مدينة الرقة، يقبع مخيم يعرب العشوائي شاهدًا على مأساة النزوح السوري المستمرة. يضم المخيم مئات العائلات التي فرت من ريف دير الزور خلال السنوات الماضية، بعدما سيطرت الميليشيات الإيرانية والقوات الموالية للنظام على مناطقهم، ونهبت منازلهم وممتلكاتهم. واليوم، يعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، حيث تتفاقم المعاناة مع انقطاع المساعدات الأساسية وغياب فرص العمل، في ظل بنية تحتية معدومة تقريبًا.

نقص حاد في الخدمات الأساسية

يعاني سكان المخيم من غياب شبه كامل للخدمات، خاصة ما يتعلق بالسلل الغذائية، والرعاية الصحية، والمياه الصالحة للشرب. كما لا تتوفر في المخيم مدارس أو مراكز تعليمية، ما يحرم أطفال النازحين من حقهم في التعليم. وتضطر العائلات إلى الاعتماد على العمل الموسمي في الأراضي الزراعية المجاورة لتأمين قوت يومها، لكن هذه الفرص محدودة وغير منتظمة.

شهادات من داخل المخيم

محمد الحمود (32 عامًا)، أحد سكان المخيم، قال لـ”سوريا 24″: “نزحنا من دير الزور بعد أن نهبت الميليشيات منازلنا وممتلكاتنا، ولم نتمكن من العودة لأن منطقتنا ما تزال غير مستقرة ولا تتوفر فيها الخدمات. عندما عدتُ إلى منزلي في بلدة العشارة، وجدت أنه لم يتبقَّ منه سوى الجدران بعد أن سرقوا كل شيء. إعادة البناء أمر يفوق قدرتي المادية”.

من جانبها، ميساء العلو، وهي نازحة أخرى من دير الزور، عبّرت عن استيائها من تدهور الوضع في المخيم: “لم نتلقَّ أي مساعدات منذ مطلع العام الحالي، وأصبح الوضع لا يُطاق. سنعود إلى قريتنا بعد انتهاء موسم قطاف القطن الذي نعمل فيه هنا، رغم أن الظروف هناك ليست مثالية، لكننا سئمنا حياة النزوح”.

توقف الدعم الدولي وانعكاساته

وفق مصدر مسؤول في مكتب الإغاثة التابع لمجلس الرقة المدني، فإن توقف برامج الدعم الأمريكية أدى إلى تقلص المساعدات الموجهة لمعظم المخيمات في المنطقة، ولا سيما العشوائية منها. وأوضح المصدر أن المكتب يركّز جهوده حاليًا على دعم المخيمات المنظمة مثل تل السمن وطويحنة، فيما يزيد عدد المخيمات العشوائية غير المدعومة عن سبعين مخيمًا موزعة في ريف الرقة، مشيرًا إلى أن التحديات التنظيمية واللوجستية تعرقل وصول المساعدات إليها.

معاناة ممتدة وحلم بالعودة

يعتمد سكان المخيم على مبادرات فردية ومساعدات متقطعة من متطوعين، لكنها لا تكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وتزداد المعاناة مع تقلبات الطقس القاسية في الصيف والشتاء، وافتقار الخيام إلى العزل الجيد.

ورغم هذه الظروف القاسية، يتمسك معظم النازحين بأمل العودة إلى قراهم في دير الزور، لكنهم يدركون أن ذلك مرهون بإعادة إعمار البنية التحتية، وتأمين الخدمات الأساسية وفرص العمل. وحتى يتحقق ذلك، يبقى مخيم يعرب وغيره من المخيمات العشوائية شاهدًا على أحد أوجه الأزمة الإنسانية في سوريا.

مقالات ذات صلة