لليوم السابع: الحرائق تتوسع في ريفي حماة واللاذقية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

أفاد مراسل منصة سوريا 24 من ريف حماة الغربي بأن الحريق الضخم الذي اندلع في الغابات والمناطق الزراعية المحيطة بسهل الغاب لا يزال مستمراً ومتوسعاً لليوم السابع على التوالي، حيث امتدت ألسنة النيران بشكل متسارع إلى الحدود الإدارية لمنطقة شطحة، ما أثار حالة من الذعر والقلق بين السكان المحليين.

وأوضح المراسل أن النيران وصلت إلى مشارف عدة قرى وبلدات سكنية، وتحديداً في مناطق عناب، نبع الطيب، أبو قليقون، والزويرة، ما دفع العشرات من المدنيين إلى النزوح الطارئ باتجاه مناطق أكثر أماناً، خوفاً من اجتياح الحريق لمنازلهم وفقدان ممتلكاتهم، في ظل توقعات بتوسع نطاق الحريق خلال الساعات القادمة بسبب سرعة الرياح وارتفاع درجات الحرارة.

وقدّم إبراهيم الحسين، المسؤول الأول عن برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني السوري، في حديث لمنصة سوريا 24، تحديثاً شاملاً حول واقع حرائق الغابات والأحراج في ريفي اللاذقية وحماة، وذلك حتى الساعة التاسعة صباحاً من اليوم الجمعة، مؤكداً أن “الفرق لا تزال تعمل دون توقف لمواجهة هذه الكارثة في ظل ظروف بالغة الصعوبة”.

وقال الحسين: “تستمر فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري، وأفواج الإطفاء، وأفواج الإطفاء الحراجي، بمساندة الأهالي والطائرات المروحية التابعة لوزارة الدفاع، في جهودها المضنية للسيطرة على حرائق الغابات في ريفي اللاذقية وطرطوس وحماة”.

وأضاف: “يشارك في عمليات الإخماد أكثر من خمسين فريق إطفاء، مزودة بسيارات إطفاء وصهاريج لتزويدها بالمياه، مع وجود آليات ثقيلة تعمل على فتح طرقات وخطوط نار تُسهل وصول الفرق وتقطع طريق تقدم النيران”.

وذكر أن “فرق الإطفاء تلقت مؤازرة من محافظات حمص، حلب، إدلب، دمشق، ريف دمشق، ودرعا، ما يعكس حجم التضامن الوطني في مواجهة هذه الكارثة”، مشيراً إلى أن “العمل لا يزال مستمراً على محاصرة النيران ومنع تمددها نحو المناطق السكنية”.

تفاصيل الحرائق بحسب التحديث الرسمي:

في ريف حماة الغربي:

محور عين الكروم، طاحونة الحلاوة، وأبو قليقون: تمكنت الفرق، بمساندة الأهالي، من وقف تمدد النيران، لكن الحرائق ما زالت مستمرة في بؤر جبلية شديدة الوعورة، ويتم العمل على عزلها.

قرية عناب: امتدت النيران باتجاه أحراج شطحة، وأعادت الفرق انتشارها لمواجهة التوسع الجديد، مع مشاركة مروحيات وزارة الدفاع في عمليات الإخماد.

قرى فقرو، التمازة، والغابات على طريق بيت ياشوط: تم وقف تمدد النيران بفضل جهود الفرق والأهالي، لكن النيران لا تزال مشتعلة في مناطق صعبة الوصول.

في ريف اللاذقية:

بروما في جبل الأكراد: حرائق متعددة في مناطق جبلية وعرة، وما تزال الفرق تعمل لمنع تمدد النيران.

أحراج قرية كفرتة، جبل الأكراد: تواجه الفرق صعوبات كبيرة بسبب انتشار مخلفات الحرب، وتسعى لمحاصرة النيران.

غابات منطقة كسب: يُعد هذا المحور الأكثر انتشاراً للنيران في ريف اللاذقية، حيث تمتد النيران عبر عدة بؤر باتجاه النبعين والشجرة.

دير ماما قرب الحفة: تمكنت الفرق مراراً من السيطرة على الحريق، لكنه يتجدد بسبب شدة الرياح وارتفاع درجات الحرارة، ما يستدعي جهوداً متواصلة.

الإصابات وتضرر المنازل

وأكد الحسين أن النيران تسببت بأضرار مادية كبيرة، وتضررت منازل مدنية في عدة قرى، أبرزها عناب وأبو قليقون، مشيراً إلى وقوع إصابات بين المدنيين وعناصر الدفاع المدني وفوج إطفاء الغاب، إضافة إلى عدد من فرق الإطفاء التي وصلت من مناطق أخرى لتقديم الدعم، وذلك جراء محاولاتهم المستميتة للسيطرة على النيران في ظل ظروف بالغة الخطورة.

الصعوبات التي تواجه الفرق

وأشار الحسين إلى أن الفرق تواجه صعوبات جمة، منها:

اشتداد سرعة الرياح، ما يسرّع انتشار النيران.

ارتفاع درجات الحرارة، التي تزيد من جفاف الغطاء النباتي.

تضاريس المنطقة شديدة الوعورة، ما يعيق وصول آليات الإطفاء إلى بؤر الحريق.

عدم وجود خطوط نار كافية تُستخدم كحواجز لقطع طريق انتشار النيران.

وجود ألغام ومخلفات حربية في معظم المناطق المتضررة، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة عناصر الإطفاء.

حملة تشويه ضد فرق الإطفاء

وفي سياق متصل، أوضح مراسل منصة سوريا 24 أن هناك حملة منسقة من بعض الأطراف الإعلامية والسياسية تستهدف فرق الإطفاء والدفاع المدني، تتهمها بالتقاعس والتقصير في أداء واجبها، وهو ما نفته قيادات الدفاع المدني جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن “العامل الأساسي في استمرار الحريق هو الظروف الجوية القاسية، واتساع رقعة النيران، وصعوبة التضاريس، ونقص الوسائل اللوجستية، وليس التقصير”.

وأكد أن سكان المنطقة رفضوا بشدة هذه الاتهامات، مشيدين بجهود المتطوعين والعاملين على خطوط المواجهة مع النيران، واصفين إياهم بـ”أبطال الكارثة”.

عمليات الإجلاء ومركز الإيواء

وأشار مراسلنا إلى أن إدارة المنطقة، بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني السوري، بدأت عمليات إجلاء منظمة للمدنيين من المناطق الأكثر عرضة للخطر، حيث تم تجهيز مركز إيواء مؤقت في بلدة السقيلبية، يتضمن مخيمات مؤقتة، وتوفير مياه الشرب، والمستلزمات الطبية والغذائية، استعداداً لاستقبال النازحين، مع تكثيف الجهود لإيصال المساعدات إلى العائلات العالقة.

زيارة وزير الطوارئ والكوارث

وكان وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، قد قام أمس بجولة ميدانية على خطوط الحريق، تفقد خلالها مواقع العمل، وعقد اجتماعات طارئة مع قيادات فرق الإطفاء والدفاع المدني، داعياً إلى “تكثيف الجهود، وتنسيق العمل بين جميع الجهات المعنية، ورفع الجاهزية القصوى لمواجهة أي تطورات جديدة”.

يُذكر أن الأحداث تتسارع بشكل مقلق، حيث يتم تحديث خريطة انتشار الحريق كل ساعة تقريباً، مع تسجيل توسعات جديدة في مناطق لم تكن مهددة من قبل، ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية واسعة النطاق.

مقالات ذات صلة