شهدت بطولة الأندية العربية للجودو مشاركة 627 لاعبًا ولاعبة من عدة دول عربية قبل أيام، وسط منافسات اتسمت بمستوى فني عالٍ وأداء قوي. ورغم العقبات، نجح فريق نادي داريا، المشارك بسبعة لاعبين، في تقديم أداء مشرّف وحصد عدد من الميداليات والمراكز المتقدمة.
وقال محمد ظافر عليان، مدير الرياضة والشباب بريف دمشق، في حديثه إلى “سوريا 24″، إن أبرز التحديات تمثلت في تأخر وصول الموافقة من الجانب المصري حتى مساء يوم انطلاق البطولة، ما أجبر الفريق على السفر في وقت متأخر والوصول إلى مقر الإقامة ليلًا، وهو ما تسبب في إرهاق اللاعبين وانعكس على أدائهم في النزالات.
كاتيا بولاد، التي تُعد إحدى أبرز لاعبات الفريق وصاحبة سجل حافل بالإنجازات في بطولات شمال سوريا، خطفت الأنظار في أول مشاركة خارجية لها بإحراز الميدالية الذهبية، مؤكدة موهبتها الكبيرة التي يدعمها والدها الكابتن محمد بولاد، بطل آسيا السابق ولاعب منتخب سوريا السابق في الجودو.
أما اللاعب عباس محمد زيادة، ابن مدينة داريا والمقيم في مصر، فقد أحرز الميدالية البرونزية بعد أن سبق له التتويج ببطولة مصر في فئات عمرية عدة (9 و10 و11 عامًا). فيما حققت اللاعبة ملاك العبار، بطلة سوريا في وزن 40 كغ، الميدالية البرونزية في أول ظهور خارجي لها، وكانت على بعد خطوة من المنافسة على الميدالية الذهبية.
وأشار عليان إلى أن الفجوة في المستوى بين اللاعبين السوريين ونظرائهم العرب تعود إلى الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى تراجع الرياضة عمومًا، وانخفاض المشاركات الخارجية، وضعف الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة التي تُعد ركيزة المنتخبات الوطنية.
وحظي الفريق بدعم من وزارة الرياضة والشباب، ومديرية ألعاب القوة المركزية، والاتحاد العربي السوري للجودو، ومديرية الرياضة والشباب بريف دمشق، إلى جانب دعم مكتب ألعاب القوة بالمحافظة، ومسؤول المنطقة في داريا، إضافة إلى مساهمة محبي النادي والجالية السورية في مصر، التي قدمت دعمًا ماديًا ومعنويًا للفريق طوال فترة البطولة.
وختم عليان حديثه مؤكدًا أن هذا الإنجاز يمثل خطوة أولى في مسيرة طويلة لإعادة البسمة إلى الرياضة السورية عمومًا، وإحياء لعبة الجودو بشكل خاص، مع السعي لرفد المنتخبات الوطنية بلاعبين قادرين على المنافسة على أعلى المستويات.
