أفاد مراسل منصة سوريا 24 في حماة، بأن بعض المناطق في سهل الغاب والتي شهدت اندلاعا للحرائق منذ عدة أيام باتت تحت المراقبة، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري تعمل على تبريدها.
التعامل بحذر قبل إعلان السيطرة على الحريق
ولفت إلى أن إعلان قرب السيطرة على بؤر النيران بات قريباً، لكنّ الظروف المناخية واشتداد سرعة الرياح قد تؤدي إلى تجدد اندلاع الحرائق، ومن أجل ذلك تتعامل فرق الإخماد بحذر مع التطورات الجارية في المنطقة، قبل إعلان السيطرة على الحريق.
وأوضح مراسلنا أنه تتواجد في موقع الحريق فرق إنقاذ متعددة، تشمل الهلال الأحمر، وفرق الإطفاء، والدفاع المدني، وفوج إطفاء الغاب، إضافة إلى مؤازرات من فرق إطفاء من مناطق أخرى، وفريق الاستجابة الطارئة.
وذكر بأنه تُبذل جهود كبرى للسيطرة على الحريق في منطقة “شطحة”، التي لا تزال تحت المراقبة، حيث تمكنت الفرق من إخماد أصعب البؤر المشتعلة في سهل الغاب.
يُذكر أن الحريق يقع في منطقة فاصلة بين “جوبة برغال” في حماة واللاذقية، حسب ما ذكر مراسلنا.
كما اندلعت النيران في منطقة “أبو قبيس”، وتُعامل حالياً كبؤرة جديدة ضمن سهل الغاب.
أما في منطقة “جورين – جب الأحمر”، فتُواجه الفرق صعوبات كبيرة في التعامل مع الحريق بسبب انتشار الألغام في المنطقة، ما يعيق عمليات الإخماد.
في الوقت الراهن، تتركز الجهود على مراقبة البؤر المشتعلة وتبريدها، مع غياب أي عمليات إخلاء للمنازل المدنية، إذ تقع البؤر الجديدة في مناطق نائية بعيدة عن التجمعات السكانية.
وحذرت الجهات المعنية من أن اشتداد الرياح قد يؤدي إلى انتشار النيران ونشوب بؤر جديدة، داعية إلى الاستعداد التام واتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة.
السيطرة على الحريق في موقع بيت ياشوط
وقال مصدر في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، في حديث لمنصة سوريا 24، إن: “فرق الإطفاء وفوج إطفاء الغاب والدفاع المدني، بمساهمة فاعلة من المجتمع الأهلي، من السيطرة على الحريق الذي اندلع في موقع طريق بيت ياشوط، بعد أيام من العمل المتواصل”.
وتابع: “دخلت المنطقة الآن مرحلة المراقبة والتبريد، إذ تستمر فرق الإطفاء في رصد أي بؤر محتملة، لضمان عدم تجدد الاشتعال”.
أزمة مياه في القرى المتضررة
وأشار مراسلنا إلى أن القرى والبلدات المتضررة من الحرائق في ريف حماة الغربي شهدت خلال الأيام الماضية انقطاعاً حاداً في مياه الشرب، نتيجة تأثر شبكات المياه من جهة، وتسخير مؤسسة مياه حماة جزءاً كبيراً من مواردها لتأمين صهاريج الإطفاء خلال عمليات مواجهة النيران من جهة أخرى.
وأضاف مراسلنا أن المؤسسة، وبهدف التخفيف من معاناة السكان، بدأت بالتعاون مع مجلس مدينة حماة بنقل صهاريج مياه من المناطق السليمة إلى القرى المتضررة، في محاولة لتأمين حاجات الأهالي الأساسية ريثما تعود الشبكات إلى عملها الطبيعي.
جهود الدفاع المدني والإطفاء
من جانبه، أوضح وسام زيدان مدير برنامج البحث والإنقاذ في الدفاع المدني السوري في حديث لمنصة سوريا 24، أن فرق الإطفاء تمكنت بعد جهود كبيرة ومستمرة، من وقف امتداد النيران على معظم المحاور في ريفي حماة واللاذقية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الإعلان عن انتهاء الحرائق بالكامل “غير ممكن حالياً”، نظراً لوجود بؤر مشتعلة واحتمال تجدد الحرائق بسبب سرعة الرياح.
وبحسب زيدان، يشارك في عمليات الإخماد أكثر من 70 فريق عمل، بينهم 50 فريق إطفاء مدني و20 فريقاً من الإطفاء الحراجي، مدعومين بآليات ثقيلة لفتح طرقات وخطوط نار تسهّل وصول الصهاريج وتقطع أمام تقدم النيران. كما وصلت مؤازرات من محافظات حمص وحلب وإدلب ودمشق وريفها ودرعا لدعم جهود الإطفاء.
محاور الحرائق في اللاذقية وحماة
في ريف اللاذقية، تركزت النيران في غابات منطقة كسب ووادي النبعين وتلة النسر، حيث نجحت الفرق في وقف التمدد، فيما تستمر المعالجة في وادٍ عميق عبر خراطيم تجاوز طولها 1200 متر.
كما تمت محاصرة النيران في باب جنة ودير ماما بمنطقة صلنفة، وفي منطقة بروما بجبل الأكراد حيث تجري عمليات التبريد والمراقبة.
أما في ريف حماة الغربي، فتعمل الفرق على محاور عدة أبرزها:
– شطحة: حيث توجد بؤر في قمم جبلية وعرة.
– ناعورة جورين: تمت السيطرة على التمدد والفرق تتابع المراقبة.
– بلدة المزحل باتجاه القشاطي: ما تزال النيران تحت المراقبة.
– طريق بيت ياشوط: تمت السيطرة على الحريق مع استمرار الخطر بسبب الرياح.
وقد تضررت منازل مدنيين في بلدات شطحة، عناب، أبو كليفون، ومرداش بعد وصول النيران إليها، حسب الدفاع المدني.
صعوبات ميدانية وعوائق كبيرة
وأكدت فرق الإطفاء أن أبرز الصعوبات تتمثل في اشتداد الرياح وارتفاع الحرارة، إضافة إلى الطبيعة الجبلية الوعرة التي تعيق وصول الآليات إلى البؤر المشتعلة.
كما أن غياب خطوط نار وقائية يزيد من صعوبة العمل، فضلاً عن وجود مخلفات حرب وألغام في بعض المناطق، ما يشكّل تهديداً مباشراً لسلامة عناصر الإطفاء.
تصريحات إدارة الحراج
بدوره، قال أنس برهوم مدير دائرة الحراج في الغاب في حديث لمنصة سوريا 24، إن الحرائق “نشبت على امتداد المناطق الجبلية ضمن مواقع الغابات، وتسببت بأضرار مادية كبيرة إضافة إلى تسجيل إصابات بين السكان”.
وأضاف أن الجهود تتركز حالياً على مراقبة النيران في أعالي الجبال بمحيط شطحة، حيث تبقى بعض النقاط خطرة، كما تم التبليغ عن اندلاع حريق جديد في منطقة عين الحمام بجورين، ما استدعى توجيه فرق إضافية إلى الموقع.
انتكاسات ميدانية وتوسع جديد
وفي سياق متصل، أفاد فايز الطوف مدير منطقة الغاب في حديث لمنصة سوريا 24، أن الحرائق شهدت انتكاسة صباح اليوم بعد أن ساعدت سرعة الرياح المتزايدة في إحياء بؤر خاملة وانتشار النيران مجدداً، لتصل إلى قرى شطحة، الحترية، عين كروم، وطهونة الحلوة، مهددة منازل المدنيين والممتلكات الزراعية.
وأشار الطوف إلى أن وزارة الطوارئ والكوارث بالتعاون مع الدفاع المدني أقامت مركزين لإيواء النازحين في مدينة السقيلبية لاستقبال الأهالي المتضررين، كما تم نشر فرق إسعاف وطوارئ لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للمصابين والمتأثرين بالدخان الكثيف.
كارثة بيئية وإنسانية
وتشير تقديرات أولية إلى أن مساحات واسعة من الغابات والأحراج تضررت جراء هذه الحرائق، التي خلفت كذلك أضراراً في البنية التحتية والمنازل الزراعية، إلى جانب نزوح مئات العائلات من القرى القريبة، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الكارثة إلى فقدان مساحات كبيرة من الغطاء النباتي، ما ينعكس سلباً على التنوع البيولوجي ويزيد من مخاطر الانجرافات والتصحر.
استمرار المتابعة
في ظل هذه التطورات، تواصل فرق الإطفاء والدفاع المدني عملياتها على مدار الساعة، فيما يترقب الأهالي نتائج الجهود الجارية لاحتواء الحرائق ومنع تمددها، وسط مطالبات بتعزيز الدعم اللوجستي وتوفير المزيد من المعدات المتخصصة، للتقليل من الخسائر وحماية ما تبقى من الغابات والممتلكات.