دير الزور: جهود لإنقاذ المريعية من مخلفات الحرب

Facebook
WhatsApp
Telegram

أكد رئيس بلدية المريعية بريف دير الزور الشرقي، حميد أبو عبد الله في حديث لمنصة سوريا 24، أن: “المنطقة ملوثة بشكل واسع بمخلفات الحرب، والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر”.

وحذّر من خطورة الوضع في بلدة المريعية، حيث لا تزال مخلفات سنوات الحرب الطويلة تهدد حياة السكان اليومية.

وفي إطار جهود مستمرة لإزالة هذه التهديدات، نفذت منظمة “الأرض الآمنة” (Safe Land) بالتعاون مع مجلس بلدة المريعية، جولة ميدانية شاملة لتحديد المواقع الخطرة التي تحتوي على أجسام غير متفجرة، في خطوة تُعد جزءاً من برنامج أوسع لتعزيز السلامة المجتمعية في المنطقة.

انتشار واسع وعشوائي للألغام والمخلفات

وأفاد رئيس البلدية أن الألغام والذخائر غير المنفجرة: “منتشرة بشكل واسع وعشوائي” في مختلف أنحاء البلدة.

ولفت إلى أن هذا التلوث يشمل الأراضي الزراعية، المنازل المدمرة، والمناطق المأهولة بالسكان.

وذكر أن هذا الانتشار العشوائي يُصعّب من عملية المسح، ويزيد من خطر وقوع إصابات بين المدنيين، خصوصاً الأطفال الذين يلعبون في المواقع المهجورة دون إدراك للخطر.

آلية العمل: مسح دقيق وإزالة منظمة

وأوضح أن آلية العمل تعتمد على: “مسح كامل للمنطقة باستخدام أجهزة كشف حديثة، لتحديد مواقع المخلفات بدقة، ثم التنسيق مع فرق الهندسة العسكرية أو الفرق المتخصصة في إزالة المتفجرات لتنفيذ عملية الإزالة بأمان”.

وأضاف أن التعاون مع منظمات دولية مثل “Safe Land” يُعد ضرورياً لتوفير الخبرات الفنية والموارد اللازمة، خاصة في ظل نقص الكوادر المحلية المدربة.

مخاطر يومية تهدد حياة السكان

تشكل مخلفات الحرب تهديداً مباشراً على حياة السكان، وفق ما أكده رئيس البلدية، موضحاً أن “الخطر لا يقتصر على المزارعين فحسب، بل يطال كل من يمر في طريق غير آمن، أو يعبث بطفل بجسم غريب يعتقد أنه لعبة”.

وبيّن أن المناطق الزراعية، التي تمثل مصدر رزق أساسي للعديد من العائلات، باتت مصائد قاتلة بسبب تراكم القنابل غير المنفجرة والعبوات الناسفة.

ضحايا لا يزال عددهم يرتفع

وأشار إلى أن البلدة شهدت: “عدداً من الضحايا، يُقدّر بحوالي 20 حالة بين قتيل وجريح، نتيجة انفجار مخلفات حربية”، مؤكداً أن هذه الأرقام لا تشمل الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها أو التي وقعت في مناطق نائية.

ودعا أبو عبد الله إلى تكثيف الحملات التوعوية، خصوصاً بين الأطفال، لتفادي المزيد من الكوارث.

دير الزور: واحدة من أكثر المحافظات تلوثاً

تُعد محافظة دير الزور، بحسب خبراء، من أكثر المناطق تضرراً في سوريا من جراء تلوثها بمخلفات الحرب.

وأوضح رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري في حديث لمنصة سوريا 24، أن “دير الزور تُصنف من أكثر المحافظات تلوثاً بسبب تنوع القوى التي سيطرت عليها طوال سنوات النزاع”، مضيفاً أن “تنظيم داعش، وقوات النظام، والمليشيات المدعومة من إيران، والتحالف الدولي، كل منها استخدم أنواعاً مختلفة من الذخائر، من القنابل العنقودية إلى العبوات الناسفة والقذائف غير المنفجرة”.

وأشار الحسون إلى أن “الهدف القريب هو إنشاء مركز متخصص لإزالة المخلفات الحربية في مدينة دير الزور، بالتعاون مع منظمات دولية”، مبيناً أن هذا المركز سيعمل على “تدريب الكوادر المحلية، وتقديم الدعم الفني واللوجستي، بما يضمن استدامة العمل وتحقيق حماية فعلية للمدنيين”.

تحديات كبيرة وآمال في المستقبل

رغم حجم التحديات، تبقى جهود منظمة “الأرض الآمنة” ومجلس بلدة المريعية خطوة مهمة نحو استعادة الأمان في المنطقة.

ورغم أن عملية التطهير قد تستغرق سنوات، خصوصاً مع اتساع رقعة التلوث ونقص الموارد، فإن دعم هذه المبادرات ضروري جدا خاصة وأن الأهالي يعلقون آمالاً كبيرة على هذه الجولات الميدانية، آملين أن تُعيد لهم أراضيهم وأمانهم، وأن تُنقذ أطفالهم من كارثة لا تقل فداحة عن الحرب نفسها.

مقالات ذات صلة