تل رفعت بريف حلب: حملة تشجير واسعة تحت شعار “لنعيدها خضراء”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شهدت مدينة تل رفعت بريف حلب اليوم السبت انطلاق حملة تشجير واسعة تحت شعار “لنعيدها خضراء”، نظمها المجلس المحلي بالتعاون مع مؤسسة “اقرأ”، حيث جرى غرس 500 شجرة زيتون عند مدخل المدينة.
وتأتي هذه الخطوة الرمزية والعملية لإعادة الحياة واللون الأخضر لما فقدته المنطقة خلال سنوات الحرب.

فقد تعرضت بساتين تل رفعت في فترة سيطرة ميليشيات “قسد” لعمليات قطع ممنهجة طالت نحو 35 ألف شجرة زيتون، الأمر الذي ألحق خسائر اقتصادية وزراعية كبيرة بالأهالي، إذ كان الزيتون يشكل المورد الأساسي لعشرات العائلات، إضافة إلى كونه رمزاً من هوية الأرض وتاريخها.

وقال المهندس الزراعي حسام عليطو، رئيس المكتب الزراعي في مجلس تل رفعت، إن المجلس يركز في الحملة على زراعة الزيتون لما له من قيمة اقتصادية وبيئية، فضلاً عن دوره في تثبيت التربة، مشيراً إلى أن 45% من أراضي تل رفعت كانت مزروعة بالزيتون قبل حملات القطع والتدمير.

وأوضح همام الشيخ نايف، مدير مشروع شباب “اقرأ”، أن هذه الحملة تأتي ضمن خطة أشمل لإعادة تشجير سوريا، مضيفاً: “نطمح لزراعة 10 ملايين شجرة على مستوى البلاد، وقد زرعنا حتى الآن أكثر من 25 ألف شجرة موزعة على خمس محافظات: حلب، إدلب، حماة، دمشق، وحمص”.

وأضاف الشيخ نايف أن البداية كانت من حملة “خلي لون النصر أخضر” التي استهدفت زراعة 15 ألف شجرة لوز وتوزيعها على الأهالي العائدين لبيوتهم المدمرة لزراعة حدائقهم، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المشروع يشمل أيضاً مبادرات موازية مثل إعادة ترميم المساجد وخطط الطوارئ لمواجهة الحرائق بالتنسيق مع الوزارات المختصة.

واستذكر عبد الرحمن الصالح، أحد سكان تل رفعت العائدين إلى مدينته، اللحظة التي عاد فيها إلى أرضه قائلاً: “عندما عدت وجدت بستان الزيتون الذي كبرنا فيه مقطوعاً بالكامل. الزيتون كان مصدر رزقنا الأساسي، وفقدانه شكّل صدمة كبيرة لي ولعائلتي”.

وتابع قائلاً: “تأثر والدي بقطع الأشجار كان أكبر من حزنه على هدم منزلنا، لأن شجرة الزيتون بالنسبة لنا ليست مجرد نبات، بل هي جذور وهوية، وتمثل عمق انتمائنا لهذه الأرض”.

ولفت القائمون على الحملة إلى أن اختيار الزيتون لم يكن عشوائياً، بل جاء لما يحمله من دلالة خاصة كونه شجرة الأرض والتاريخ، ومصدراً أساسياً لرزق أبناء المنطقة، ورسالة أمل تعكس إرادة الأهالي في استعادة ملامح مدينتهم وهويتها الزراعية.

مقالات ذات صلة