شرّان بريف عفرين… عودة للعائلات ومشاكل بانتظار الحل

Facebook
WhatsApp
Telegram

تشهد ناحية شرّان بريف عفرين، والتي تضم نحو 39 قرية، حراكاً اجتماعياً وخدمياً متبايناً بعد التحرير، حيث تتقاطع آراء السكان بين إشادة بالتحسن الأمني والفرص الاقتصادية الناشئة، وبين مطالبات بمزيد من الدعم الخدمي والتنموي. وفيما يسعى المجلس المحلي لتعزيز مشاريع البنية التحتية والخدمات الأساسية، يرى الأهالي أن بعض التحديات، ولا سيما في قطاعي النقل والصحة، ما زالت تعيق استقرار حياتهم اليومية.

محمد قرمان، وهو مهجَّر من شرّان منذ عشر سنوات، أشاد بالوضع الأمني في البلدة، معتبراً في حديثه لـ سوريا 24 أن البيئة العامة تشهد تطوراً ملحوظاً، حيث انتقل كثير من الأهالي من الاعتماد على الزراعة فقط إلى الانخراط في نشاطات تجارية. وأضاف أنّ “التركيز على الإيجابيات من شأنه أن يعزز عودة السكان ويشجع على تثبيت وجودهم في قراهم”.

في المقابل، أبدى أحد المواطنين استياءه من ارتفاع تعرفة المواصلات بين شرّان وحلب، والتي وصلت ـ بحسب قوله ـ إلى 200 ليرة تركية، موضحاً أنّ هذا المبلغ يكفي لإعالة عائلة ليومين، ما يجعله عبئاً ثقيلاً على ذوي الدخل المحدود.

مواطن آخر دعا إلى إنشاء مشاريع صناعية وتجارية جديدة تساهم في توفير فرص عمل للشباب، مؤكداً أن البطالة تبقى التحدي الأكبر في المنطقة، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن القطاع الصحي بحاجة ماسة إلى تطوير أوسع والاهتمام بشكل أكبر بخدمات المستوصفات.

من جانبه، استعرض رئيس المجلس المحلي في شرّان، ريناس عبد الرحمن، أبرز ملامح الواقع الخدمي بعد التحرير، مؤكداً أن البنية التحتية عموماً جيدة، وأن المجلس يعمل حالياً على تدوير النفايات الصلبة كخطوة لتحسين البيئة المحلية. وكشف عبد الرحمن عن تنفيذ مشروع لمدّ المياه من محطة التصفية إلى قرى شرّان ومعتلي والخربة وسنجقلي، موضحاً أن المشروع كان معتمداً قبل التحرير وأُعيد تفعيله لاحقاً.

وفيما يخص المشاريع الإغاثية، أوضح أن هناك مشروعين أساسيين؛ الأول عبر منظمة تكافل السلم، والثاني عبر شفق، يستهدفان دعم أهالي القرى. وأضاف أن نحو 900 عائلة عادت إلى المنطقة بعد التحرير، فيما يقدَّر العدد الحالي للأسر المقيمة ما بين 3 آلاف و3.5 ألف عائلة موزعة على القرى التابعة للناحية.

أما في المجال التعليمي، فأكد عبد الرحمن أن الواقع أفضل مما كان عليه قبل التحرير، حيث كانت المدارس تعاني ضغطاً شديداً نتيجة وجود نحو 150 مخيماً في المنطقة، متوقعاً أن يشهد العام القادم تحسناً إضافياً.

وبشأن القطاع الصحي، أشار إلى أن الناحية كانت تضم خمسة مستوصفات في قطمة وكفرجنة ودير صوان وشرّان والمستشفى الميداني، وقد حظيت سابقاً بدعم من منظمات إنسانية، غير أن هذا الدعم تراجع تدريجياً، وتوقف نهائياً عن مستوصف كفرجنة قبل يومين فقط. وأعرب عن أمله في استمرار الدعم الطبي، لافتاً إلى أن الأهالي يعتمدون بشكل كبير على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق، لا سيما زراعة القمح والشعير والزيتون، إضافة إلى وجود بعض ورش التصنيع الصغيرة.

وختم رئيس المجلس المحلي حديثه بدعوة جميع أبناء شرّان إلى العودة والاستقرار في منطقتهم، مؤكداً أن تحسين الواقع الخدمي والاقتصادي لن يكتمل إلا بمشاركة الأهالي في إعادة بناء مجتمعهم.

مقالات ذات صلة