منبج تفقد بريقها كسوق للسيارات… والتجار يتجهون نحو سرمدا

Facebook
WhatsApp
Telegram

تشهد أسواق السيارات في مدينة منبج ركودًا غير مسبوق، انعكس على مكاتب ومعارض البيع وكذلك ورشات الصيانة، بعد أن كانت المدينة لسنوات مركزًا رئيسيًا لتجارة السيارات وقطع الغيار في شمال وشرق سوريا. هذا التراجع دفع معظم الأهالي والتجار إلى التوجه نحو أسواق مدن الشمال السوري، وعلى رأسها سرمدا وإدلب، حيث تتوافر السيارات بأسعار أقل وخيارات أوسع.

من نشاط ملحوظ إلى ركود شبه كامل

إسماعيل محمد الأحمد المصطفى، تاجر سيارات وصاحب مكتب في منبج، أوضح لـ”سوريا 24″ ملامح هذا التراجع قائلاً: “خلال السنوات الماضية كنا ندخل يوميًا إلى السوق ما بين 10 و15 سيارة، وكانت تباع بفترة قصيرة. أما اليوم فالوضع مختلف تمامًا، إذ قد تبقى السيارة شهرين أو أكثر من دون أن تجد مشتريًا. على سبيل المثال، سيارة سانتافيه موديل 2007 كان سعرها يتجاوز 12 ألف دولار قبل سنوات، بينما لا يتعدى سعرها اليوم 7 آلاف دولار، نتيجة إقبال الأهالي على السيارات الحديثة التي تصل إلى أسواق سرمدا.”
وأضاف أن غياب الرسوم الرسمية والجمركة على السيارات القادمة من الشمال السوري شكّل عامل جذب رئيسي، ما أفقد مكاتب منبج مكانتها التي كانت سابقًا تلبي احتياجات معظم مناطق شمال وشرق سوريا، بما في ذلك الرقة والطبقة ودير الزور.

تأثير مباشر على ورشات الصيانة

التراجع في حركة البيع لم يقتصر على المكاتب والمعارض، بل انعكس أيضًا على ورشات الميكانيك. أبو محمد، أحد الميكانيكيين المعروفين في المدينة، أكد لـ”سوريا 24″ أن ورشات الإصلاح لم تعد تشهد الإقبال السابق، قائلاً: “في السابق كنت أصلح ما بين ثلاث وأربع محركات أسبوعيًا، وكانت ورشتي من الأكثر نشاطًا في منبج. اليوم بالكاد نغطي تكاليف الإيجار. السبب أن أسعار قطع التبديل في منبج ما تزال مرتفعة، بينما تتوافر في سرمدا بأسعار أقل بكثير، وهو ما يدفع الزبائن لإصلاح سياراتهم هناك.”

فقدان منبج لدورها التجاري

منبج التي لطالما اعتُبرت وجهة أساسية لتجارة السيارات وقطع الغيار بالنسبة لأهالي المنطقة الشرقية، فقدت تدريجيًا هذا الدور. ويعزو الأهالي ذلك إلى إغلاق بعض الطرق، وانقطاع حركة الزبائن من المناطق المجاورة، إضافة إلى الفارق الكبير بالأسعار بين منبج والأسواق الأخرى.

آمال بانتعاش محتمل

ورغم الركود الحالي، يتمسك التجار والعاملون في هذا القطاع بآمال عودة النشاط في حال تحسن الظروف الاقتصادية وتوحيد آليات التسعير والجمركة بين مختلف المناطق. ويرى البعض أن الموقع الجغرافي المهم لم نبج ومؤهلاتها التجارية كفيلة بإعادة تنشيط السوق مجددًا إذا ما توفرت بيئة اقتصادية أفضل.

 

مقالات ذات صلة