أقام منتدى خيزران الثقافي يومي الأحد والإثنين (17 و18 آب 2025) مهرجان “بوابة الشمس” في خان أسعد باشا بالعاصمة دمشق برعاية وزارة الثقافة، جامعاً بين الفنون التشكيلية والأدب والموسيقى، في محاولة لإعادة الاعتبار لدور الثقافة في بناء السلام والتعايش المشترك.
المهرجان، الذي يشهد نسخته الثانية بعد أن انطلق أولاً من مدينة السلمية، يفتتح بمعرض تشكيلي يشارك فيه أكثر من 18 فناناً وفنانة من محافظة إدلب، إلى جانب الفنانة الدمشقية آرام، مقدّمين أعمالاً تعكس التنوع السوري في الرؤية والتجربة والرسالة الإنسانية وفق عمار الأمير مدير المنتدى.
حيث تضمن اليوم الأول (الأحد) أصبوحة قصصية عند الساعة 11 صباحاً، تليها عند الساعة السابعة مساءً أمسية شعرية بمشاركة شعراء من مختلف المحافظات السورية. فيما يختتم المهرجان فعالياته مساء الإثنين بحفل فني يدمج الموسيقى والغناء في أجواء احتفالية تعكس التلاقي بين أشكال التعبير الفني المختلفة.
وفي حديثه إلى منصة سوريا 24 ، قال عمار الأمير:
“اخترنا اسم بوابة الشمس ليكون عنواناً لمشروع ثقافي يتطلع إلى سوريا المستقبل. نحن نؤمن أن الثقافة هي الطريق نحو السلام والتعايش المشترك، ومن خلال هذا المهرجان نفتح القلوب ونمنح للفن دوره الطبيعي في توحيد الناس، بعيداً عن كل الانقسامات”.
من جانبها، عبّرت الفنانة الدمشقية آرام عن اعتزازها بالمشاركة في المعرض التشكيلي، مشيرة في حديثها لـ SY24 إلى أن: “الفن هو اللغة التي تجمعنا كسوريين، مهما تفرقت بنا الظروف. مشاركتي في هذا المهرجان تعني لي الكثير لأنها تتيح لي أن أكون جزءاً من لوحة أوسع، لوحة سوريا التي نحلم بها، حيث الألوان ترسم مستقبلاً أجمل لأبنائنا”.
ويأتي اختيار خان أسعد باشا كمكان لاحتضان المهرجان ليضفي عليه بعداً رمزياً خاصاً، فهو أحد أهم خانات دمشق العثمانية وأكبرها على الإطلاق، شُيّد عام 1751 على يد الوالي أسعد باشا العظم، ويُعد تحفة معمارية تعكس عراقة المدينة و ثرائها التاريخي. عبر القرون، شكّل الخان مركزاً للتجارة والتلاقي بين شعوب وثقافات مختلفة، ليواصل اليوم هذا الدور في سياق ثقافي وفني، جامعاً السوريين حول قيم الجمال والإبداع.
بهذه الفعاليات، يقدّم مهرجان “بوابة الشمس” نموذجاً عن قدرة دمشق على استعادة مكانتها الثقافية، ويؤكد أن الكلمة واللون والموسيقى تبقى أبواباً مشرعة نحو الأمل والسلام.