منبج والكهرباء: صراع طويل مع آثار الحرب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بعد سنوات على تحرير مدينة منبج من سيطرة تنظيم داعش، لا يزال قطاع الكهرباء يواجه تحديات كبيرة، إذ لم تستعد الشبكة التي تضررت أثناء الحرب كامل قدراتها، رغم جهود الصيانة اليومية التي تقوم بها ورشات قسم كهرباء منبج. النتيجة تتمثل في انقطاعات متكررة وعدم استقرار في التغذية، مما يؤثر مباشرة على حياة السكان وخدمات المدينة.

معاناة الأهالي منذ التحرير

الأهالي يروون معاناتهم المستمرة مع الكهرباء منذ لحظة التحرير. أبو أحمد، من حي الصناعة، قال لمنصة “سوريا 24” إن الكهرباء النظامية لم تصل إلى حيه لفترات طويلة بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالخطوط والمحولات. وأضاف أن الشركة قامت بإصلاح جزء من الشبكة، لكن الانقطاعات ما زالت مستمرة، ما دفع السكان للاعتماد على المولدات الخاصة كحل مؤقت، وهو ما يشكل عبئاً مادياً إضافياً.

جهود الصيانة المستمرة

الأعطال الناتجة عن سنوات الحرب ما تزال تظهر بشكل متكرر، وقد نفذت ورشات الكهرباء خلال الفترة الماضية أعمال صيانة شملت دوار السيراميك، وإصلاح الأعطال في مركز العلائي، ومعالجة مشكلات الكابلات على المخرج الشمالي للمدينة. كما شملت الصيانة خطوط مركز المستوصف، مناورات على خط السلطانية لحصر الأعطال، تبديل الفواصم في مركز حيمر لابدة، وأعمال صيانة في مركز الحديقة العامة. هذه الجهود تعكس الضغط الكبير على الشبكة والحاجة إلى متابعة مستمرة لضمان استمرار الخدمة.

تدخلات طارئة على مدار الساعة

المهندس مهند العبو، المكلف بتسيير أعمال قسم كهرباء منبج، أوضح لمنصة “سوريا 24” أن الورشات تتحرك بشكل فوري للاستجابة لأي بلاغ، سواء داخل المدينة أو في ريفها. وأضاف أن أسباب الأعطال تتراوح بين آثار الحرب والضغط الكبير على الشبكة بسبب الاستهلاك المرتفع. وأشار العبو إلى أن بعض البلاغات لا يتم العثور على أعطال عند زيارتها، ما دفع الشركة لاعتماد الطلبات الخطية لتعزيز الشفافية. ورغم الضغوط، تحرص الورشات على معالجة أكبر عدد ممكن من الطلبات يومياً، مؤكداً أن فرق الطوارئ جاهزة على مدار الساعة.

حاجة ماسة إلى دعم خارجي

يشير مختصون إلى أن الشبكة بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة تتطلب موارد مالية وفنية كبيرة تفوق الإمكانيات المحلية، مؤكدين أن دعم المنظمات الدولية أصبح ضرورياً لضمان استمرار الخدمة وتحسينها.

مخاوف الشتاء القادم

مع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد المخاوف من ارتفاع الضغط على الشبكة الكهربائية نتيجة الحاجة المتزايدة للتدفئة والإنارة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الانقطاعات. ويقول الأهالي إن استمرار الوضع دون دعم خارجي وحلول جذرية قد يزيد من معاناتهم، لتظل الكهرباء أحد أبرز الملفات الخدمية العالقة التي تذكّر سكان منبج بآثار الحرب.

مقالات ذات صلة