مقبرة حطين في الرقة بين التدمير وإهمال الحاضر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

تُعد مقبرة حطين، الواقعة في قلب مدينة الرقة، من أبرز المعالم التي تحمل ذاكرة الأحياء وموطن دفن الأجداد. غير أن هذه المقبرة التاريخية تعرضت خلال سنوات سيطرة تنظيم داعش لعمليات تخريب واسعة، شملت تدمير القبور وطمس النقوش والآثار، ما خلّف صدمة لدى سكان المدينة الذين يرون فيها رمزاً لتاريخهم وإرثهم الإنساني.

ورغم مرور سنوات على تحرير الرقة من قبضة التنظيم، ما تزال المقبرة تعاني إهمالاً واضحاً يتمثل في غياب أعمال الترميم والتنظيم، الأمر الذي يزيد من استياء الأهالي.

يقول عقبة العلي (45 عاماً) في تصريح لـ “سوريا 24“: “مقبرة حطين ليست مجرد مكان للدفن، بل تمثل سجلاً حياً لتاريخ المدينة وذاكرتها. ما قام به داعش من تخريب كان مدمراً، لكن استمرار الإهمال اليوم يهدد وجود المقبرة بشكل أكبر.”

أما عمر علي (37 عاماً) من سكان الأحياء المجاورة، فيوضح: “كنت أتابع بألم كيف تحولت المقبرة التي تضم قبور أجدادي إلى مكان مهجور ومخرب. تنظيم داعش دمّر ما استطاع، واليوم نرى الحجارة مهدمة والطرق المؤدية متصدعة، ما جعل المكان عرضة لدخول المتسولين والحيوانات بلا رقيب.”

وتؤكد الحاجة فاطمة محمود، وهي من سكان الرقة، أن الإهمال الراهن لا يقل خطورة عما ارتكبه التنظيم: “الحكومات المحلية لم تبذل أي جهد لصيانة المقبرة أو إصلاح أضرارها. نخشى أن يؤدي هذا التقصير إلى اندثار هذه المعالم التاريخية التي تشكل جزءاً من هويتنا.”

ويشير الأهالي إلى أن غياب الدعم والتمويل اللازمين لأعمال الترميم والتنظيف وإعادة التنظيم، إضافة إلى ضعف الوعي بأهمية حماية الأماكن الأثرية، كلها عوامل ساهمت في تفاقم وضع المقبرة. كما أن الطرق والممرات المحيطة بها متصدعة وغير صالحة للاستخدام، ما يعيق وصول الزوار ويفتح المجال أمام مزيد من العبث والتخريب.

وفي ختام شهاداتهم، دعا المواطن عبد الله جواد إلى تحرك عاجل لحماية المقبرة قائلاً: “مقبرة حطين ليست ملكاً لنا وحدنا، بل هي إرث للأجيال القادمة. فقدانها يعني خسارة جزء من تاريخنا وهويتنا.”

إن واقع مقبرة حطين اليوم يعكس التحديات التي تواجه صون التراث في مناطق أنهكتها النزاعات والحروب، لكنه في الوقت ذاته يشكل نداءً ملحاً لضرورة التحرك الجاد لإعادة الاعتبار لهذه الرموز التاريخية والإنسانية.

مقالات ذات صلة