شهد مشفى السقيلبية الوطني بريف حماة، يوم الإثنين 18 آب 2025، خطوة تطويرية مهمة تمثلت في تركيب أربعة أجهزة حديثة لغسيل الكلى، في إطار جهود تحسين الخدمات الطبية المقدمة لأهالي المنطقة، وسط ترحيب واسع من المرضى وذويهم، وتقدير كبير للجهات الداعمة.
نقلة نوعية في مستوى الخدمة
وأفاد الدكتور طعمة شحادة، مدير مشفى السقيلبية الوطني في حديث لمنصة سوريا 24، بأن “الأجهزة الأربعة الجديدة تم تركيبها في قسم الغسيل الكلوي، وتُضاف إلى الأجهزة القديمة التي كانت تعمل في القسم”.
وأوضح أن “هذا التحديث يُعد نقلة نوعية في مستوى الخدمة، خاصة في ظل الزيادة الكبيرة في أعداد المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي”.
وأشار الدكتور شحادة إلى أن “الأجهزة القديمة كانت تعاني من التقادم والاهتراء، وتتطلب صيانة متكررة، ما كان يسبب تعطيلات متكررة في جلسات الغسيل، ويؤثر سلبًا على سير العمل وراحة المرضى”، مؤكدًا أن “الأجهزة الجديدة تعمل بمواصفات تقنية عالية، وتتميز بالكفاءة والموثوقية، مما يقلل من احتمالات الأعطال، ويساهم في استقرار الجدول الزمني للجلسات”.
الهدف: 1000 جلسة غسيل شهرياً
وأوضح أن “عدد جلسات غسيل الكلى التي نُفذت في المشفى خلال الشهر الماضي بلغت 700 جلسة”، مضيفًا: “نطمح أن نصل إلى 1000 جلسة شهريًا مع استقرار العمل بالأجهزة الجديدة، خصوصًا مع تزايد أعداد المرضى العائدين إلى المنطقة بعد التحرير، وازدياد الحاجة للخدمات الصحية المتخصصة”.
وأكد مدير المشفى أن “هذا الإنجاز تحقق بفضل دعم منظمة ميد غلوبال، وبالتنسيق مع مديرية صحة حماة ووزارة الصحة”.
وأعرب عن خالص الشكر والامتنان للجهات المانحة والداعمة، مشيرًا إلى أن “هذا الدعم لا يقتصر على تأمين الأجهزة فقط، بل يشمل أيضًا الصيانة الدورية والتدريب المستمر للكوادر الطبية”.
تزايد الضغط على البنية التحتية الصحية
ويُعد مشفى السقيلبية الوطني أحد المنشآت الصحية الرئيسية في المنطقة، ويضم 200 سرير، ويقدم خدماته الطبية لسكان تمتد مناطقهم من مصياف غربًا إلى جسر الشغور شمالًا، ومن الجبال الساحلية شرقًا إلى معرة النعمان وجزء من ريف إدلب الجنوبي.
وتشهد هذه المنطقة كثافة سكانية متزايدة، خاصة بعد عودة آلاف العائلات من مناطق الشمال السوري، ما زاد من الضغط على البنية التحتية الصحية.
وأشار الدكتور شحادة إلى أن “الزيادة السكانية العائدة بعد التحرير فرضت تحديات كبيرة على المشفى، خاصة في التخصصات الحرجة مثل الغسيل الكلوي، حيث كان الانتظار يمتد لأيام في بعض الأحيان”، لافتًا إلى أن “التوسع في قسم الغسيل الكلوي يُعد استجابة مباشرة للاحتياجات الطبية الملحة، ويُسهم في تخفيف معاناة المرضى وذويهم”.
آمال المرضى: تحسن في الخدمة وفي أوقات الانتظار
من جانبه، عبّر أحمد شحادة، من سهل الغاب، ومرافق لوالده الذي يتلقى جلسات غسيل كلوي دورية، عن سعادته بالتطوير الجديد، قائلًا: “كمرافق لمريض غسيل كلى، أشهد أن الوضع كان صعبًا جدًا، إذ كنا نضطر للانتظار لساعات طويلة، وأحيانًا يتوقف الجهاز أثناء الجلسة بسبب عطل فني، مما يسبب هلعًا وقلقًا كبيرًا للمريض والمرافقين”.
وأضاف: “الآن، مع تركيب الأجهزة الجديدة، نتوقع تحسنًا كبيرًا، وعلى الأقل لن نضطر للانتظار طويلاً، وستصبح الجلسات أكثر استقرارًا وسلاسة، وبالتالي فإن هذا الشيء يريح المرضى، ويخفف من التوتر على الكوادر الطبية، ويوفر بيئة علاجية أفضل”.
ويُنظر إلى هذا التطور في مشفى السقيلبية كنموذج للعمل التكاملي بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، في سياق إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية في المناطق التي تأثرت بالنزاع، وتعمل على استقرار الخدمات الطبية الأساسية.
ويواصل المشفى جهوده لتطوير بقية أقسامه، بدعم من منظمات دولية وأصدقاء مشفى السقيلبية، بهدف تحويله إلى مركز طبي متكامل يلبي احتياجات سكان المنطقة الواسعة التي يخدمها، ويُسهم في بناء نظام صحي أكثر مرونة واستدامة.