في ظل غياب الدعم التام من قبل الجهات المعنية وكساد الإنتاج الزراعي، اتجه العشرات من مزارعي ريف الرقة إلى تحويل أراضيهم لزرع عرائش العنب، كخيار أكثر ربحية وجدوى اقتصادية مقارنة بالزراعات التقليدية التي أصبحت تسبب خسائر كبيرة. يعزو المزارعون هذا التحول إلى زيادة أرباح عرائش العنب، فضلا عن قدرتها على التكيف مع ظروف السوق الحالية.
ينتج دونم واحد من أشجار العنب بمعدل وسطي حوالي أربعة أطنان من العنب، ويباع الكيلوغرام بسعر يقارب 2000 ليرة سورية، مما يجعل هذا المشروع يشكل مصدر دخل جيد للمزارعين. ورغم ذلك، فإن تكلفة الزراعة المرتفعة تصل إلى حوالي 500 دولار للدونم، تشمل شراء الأشجار والأعمدة الأسمنتية والكابلات اللازمة، بالإضافة إلى مصاريف أخرى.
وقد بين المزارع محمد العبد الله من قرية كسرة فرج في تصريح خاص لسوريا 24: “زرعت عنبا بعد أن خسرت كثيرا في محاصيل القمح والقطن، والآن أرى عائدا أفضل لكنه يحتاج إلى دعم رسمي لتوفير التكاليف وخدمات تسويقية تساعدنا على بيع إنتاجنا”.
إذ يعاني مزارعو العرائش من عدم وجود سوق كاف لتصريف إنتاجهم، إضافة إلى تعثر عمليات التسويق إلى المدن الأخرى بسبب المشاكل الأمنية التي تشهدها المنطقة وإغلاق المعابر. وقد أوضح المزارع علي الخضر من قرية السحل في تصريح خاص لسوريا 24: “مشروع العنب كان مصدر أمل لنا، لكن غياب تسهيلات تصريف الإنتاج يجعلنا نعاني من تراكم العنب وعدم استقرار الأسعار. نحتاج إلى تدخل رسمي لتوزيع المنتج ومساعدة المزارعين”.
أما يزن العبد، فقد أوضح في تصريح خاص لسوريا 24: “الصعوبات كثيرة، والتكاليف عالية، لكن العنب يستحق العناء. أتمنى من الجهات المعنية توفير الدعم والمساندة لنتمكن من تلبية حاجات السوق وزيادة إنتاجنا”.
يشير المزارعون إلى أن غياب التسهيلات من قبل الجهات الرسمية هو الأمر الذي يجعل من سوق الخضار في مدينة الرقة المنفذ شبه الوحيد لتصريف مئات الأطنان من العنب، الأمر الذي تسبب بكساد الإنتاج وانخفاض الأسعار، ما يزيد من أعباء الفلاحين الذين يفتقرون إلى الدعم الفني والمالي.
يظل مشروع عرائش العنب خيارا واعدا ومصدر دخل جيد لمزارعي ريف الرقة، لكنه بحاجة إلى دعم رسمي وتحسين في بنى التصدير والتسويق ليحقق كامل إمكاناته.









