شحّ المياه يهدد الزراعة في ريف منبج الشمالي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يشهد الريف الشمالي لمدينة منبج أزمة متصاعدة تهدد الموسم الزراعي، نتيجة شحّ مياه الآبار الارتوازية وارتفاع تكاليف استخراجها، إلى جانب أزمة المحروقات التي فاقمت معاناة المزارعين. هذا الواقع انعكس مباشرة على مساحات الأراضي المزروعة، وأدى إلى تراجع إنتاج المحاصيل الصيفية والخضروات، وسط مخاوف من تراجع الأمن الغذائي المحلي.

أعماق أكبر وكلفة متصاعدة

المزارع منذر الحسين أوضح لـ”سوريا 24″ أن الزراعة تحوّلت إلى عبء وخسارة كبيرة في ظل غلاء أسعار المازوت. وأضاف: “في السابق كنا نحفر الآبار بعمق 40 إلى 50 متراً، أما اليوم فقد تجاوز الحفر 150 متراً، ومع ذلك لا تكفي المياه للري.”
وأشار الحسين إلى أن هذا الواقع أجبر المزارعين على تقليص مساحات أراضيهم المزروعة، فبعد أن كان المزارع يزرع عشرة دونمات، بات بالكاد يزرع ثلاثة أو أربعة. كما شدّد على أن ارتفاع أسعار المحروقات جعل تشغيل الغطاسات لساعات طويلة أمراً شبه مستحيل، ما أدى إلى تضاعف التكاليف وتراجع الإنتاج.

اعتماد على بدائل غير آمنة

من جانبه، قال المزارع أبو عبيد إن معظم الآبار اليوم تحتاج إلى عمق يتراوح بين 120 و130 متراً، وهو ما يفرض تكاليف كبيرة بالدولار لا يستطيع المزارع البسيط تحملها.

وأوضح أن بعض الأهالي اضطروا للاعتماد على مياه المجرور أو على أنظمة ري بالتنقيط لزراعة محاصيل بسيطة مثل الفليفلة والباذنجان، إلا أن هذه الحلول غير مجدية، فهي لا توفر إنتاجاً جيداً، كما أن مياه المجرور غير صحية وتؤثر سلباً على نوعية المزروعات.

وبيّن أبو عبيد أن المزارع الذي يمتلك بئراً عميقاً مزوداً بغاطس قوي يمكنه ري ما بين 15 و20 دونماً بشكل مناسب، في حين يعجز معظم المزارعين عن ذلك. وأشار إلى أن هذه الظروف دفعت بالكثيرين إلى التخلي عن مساحات واسعة من أراضيهم أو تقليص موسمهم الزراعي.

مواسم مهددة ومستقبل مجهول

تسببت الأزمة الحالية بتراجع كبير في إنتاج الخضروات الصيفية في ريف منبج الشمالي، حيث يؤكد المزارعون أن نسبة الأراضي المزروعة انخفضت إلى أقل من النصف مقارنة بالسنوات الماضية. ويحذرون من أن استمرار الأوضاع على هذا النحو سيؤدي إلى عزوف المزيد من الفلاحين عن الزراعة، بما يهدد الأمن الغذائي المحلي.

ويطالب المزارعون بدعم عاجل يشمل توفير المحروقات وتسهيل حفر الآبار، إلى جانب تدخل المنظمات والجهات المسؤولة لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة المياه، بما يضمن استمرارية الزراعة وتأمين مصدر رزق مئات الأسر.

مقالات ذات صلة