تعتزم الحكومة السورية إصدار أوراق نقدية جديدة بعد حذف صفرين من الليرة السورية، في خطوة تهدف إلى استعادة الثقة بالعملة المحلية التي فقدت جزءًا كبيرًا من قيمتها خلال السنوات الماضية.
جاء ذلك، بحسب ما أفادت وكالة “رويترز” اليوم الجمعة، بناءً على سبعة مصادر مطلعة ووثائق رسمية.
وبحسب الوثائق، أبلغ البنك المركزي السوري البنوك الخاصة منتصف آب/أغسطس الجاري بنيّته تنفيذ عملية “حذف الأصفار”، بهدف تبسيط المعاملات اليومية وتعزيز الاستقرار النقدي.
وأكد خمسة مصرفيين تجاريين، بالإضافة إلى مصدر في البنك المركزي ومسؤول اقتصادي سوري، أن الحذف سيقتصر على صفرين فقط، مشترطين عدم الكشف عن هوياتهم نظرًا لعدم الإعلان الرسمي عن القرار بعد.
وأشارت المصادر إلى أن نائب محافظ البنك المركزي، مخلص الناظر، يقود الاجتماعات الخاصة بإصلاح العملة، فيما كشف مصرفيون ومحللون اقتصاديون أن سوريا أبرمت اتفاقًا مع الشركة الروسية الحكومية “غوزناك” لطباعة الأوراق الجديدة، تم التوصل إليه خلال زيارة وفد سوري رفيع إلى موسكو نهاية يوليو/تموز الماضي. ولم ترد الشركة الروسية على طلبات “رويترز” للتعقيب.
وأوضح ثلاثة مصرفيين أن أحد الدوافع الرئيسية للخطوة هو القلق من تداول نحو 40 تريليون ليرة خارج النظام المالي الرسمي.
ومن المقرر أن تبدأ السلطات حملة إعلامية واسعة خلال الأسابيع المقبلة، تمهيدًا للإطلاق الرسمي للعملة الجديدة في 8 كانون الأول/ديسمبر المقبل، الموافق للذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد السابق.
كما أفاد مديران في بنكين تجاريين بأن البنك المركزي طلب من المصارف التحضير لتوزيع العملة الجديدة بحلول منتصف تشرين الأول/أكتوبر المقبل.e
يشار إلى أنه في نيسان/أبريل الماضي، قال الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال لقاء بوفد من رجال الأعمال والخبراء السوريين المقيمين في الإمارات، إنه من المرجح أن تشهد سوريا اعتماد عملة جديدة، دون أن يحدد موعدًا أو آلية واضحة لذلك، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على إنهاء تعدد أسعار الصرف عبر إجراءات مدروسة.