“ليلة في حضرة زياد”.. أمسية موسيقية تكريمية للراحل الرحباني في حلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في أمسية موسيقية وُصفت من قبل الحضور بـ”الاستثنائية”، احتضنت مدينة حلب فعالية “ليلة في حضرة زياد” التي نظّمها مشروع “باي ديفولت”، لتقدّم للجمهور تحية فنية لروح الموسيقار اللبناني زياد الرحباني.

الأمسية، التي أُقيمت في مديرية الثقافة بحلب، شكّلت مساحة نادرة التقت فيها الأصالة الموسيقية مع شغف الجمهور، في مشهد عكس تعطّش المدينة للفن الراقي بعد سنوات من الغياب.

قدّم الفنانون المشاركون لوحات موسيقية من مؤلفات الرحباني، بأداء صوتي من رودي مقران، سليمة بوي، خادم حمادة، إسماعيل عبد المسيح، ترافقهم أنغام موسيقيين بارزين مثل سوسن طوبال، إميل عبد المسيح، خادم حمادة، إضافة إلى مشاركة مميزة لكل من جهاد داوود (كمان وعود)، حسين طوبال (بيانو)، عبود سركيس (رق)، جاد سليمان (قانون).

الجمهور، الذي تجاوز عدده 700 شخص من مختلف الأعمار، تفاعل بحرارة مع الأداء، حيث تحوّل المكان إلى ساحة غناء جماعي امتزج فيها الحنين بالفرح.

شهادات من الجمهور

يوسف سلامة، أحد الحاضرين، وصف خلال حديثه لمنصة “سوريا 24” الأمسية بأنها “نافذة أمل وسط حياة مليئة بالهموم”، مشيراً إلى أن أكثر ما لامسه كانت معزوفة “عالية، هادير البوسطة” التي أداها الفنانون “بطريقة أذهلت الحضور”.

أما نتالي علي بحادي، وهي موسيقية من حلب، فقد عبّرت عن مشاعرها لمنصة “سوريا 24” بالقول: “نصف الوقت كنت أبكي، والنصف الآخر كنت أغني من قلبي. هذه أول فعالية بهذا المستوى منذ سنوات، مزجت بين الجاز والموسيقى العربية. كان تكريماً لروح زياد من قلب حلب، وبأصوات محلية حملت صدقاً كبيراً”.

وأضافت أن “عودة الفعاليات إلى مديرية الثقافة تحمل رسالة رمزية بأن الفن قادر على إعادة الروح إلى المدينة”.

من جانبه، رأى أنس يوسف، القادم من الإمارات، أن هذه الفعالية “تثبت أن الطرب الأصيل ما زال يجد مكانه في حلب”، مؤكداً أن الجمهور بحاجة إلى إحياء تراث فني يمتد من فيروز وصباح فخري إلى الأجيال الجديدة.

الفن رسالة استمرارية

من فريق التنظيم، أوضح الأستاذ كرم زعتري، عضو مشروع “باي ديفولت”، لمنصة “سوريا 24” أن الهدف من الفعالية هو “إعادة حلب إلى مركزها الثقافي والفني، وخلق مساحات للفنانين لعرض أعمالهم والتفاعل مع جمهور متنوع”.

وأشار إلى أن العروض توزعت على يومين: ليلة الزمن الجميل، وليلة زياد الرحباني، لتكريم تاريخ المدينة الفني كـ”أم الطرب والموسيقى”، لافتاً إلى مشاركة فنّانين مغتربين قدموا إلى حلب خصيصاً من تركيا ودبي، ما أضفى طابعاً خاصاً على الحدث.

عودة الروح إلى المدينة

لم يكن الحضور محصوراً بفئة عمرية معينة؛ فقد ضمّ شباباً بعمر 13 عاماً وصولاً إلى كبار تجاوزوا 65 سنة، في مشهد جسّد أن الفن لغة عابرة للأجيال.

بهذه الأجواء، بدت حلب وكأنها تستعيد جزءاً من هويتها الثقافية، عبر أمسية لم تقتصر على تكريم موسيقي راحل، بل حملت رسالة واضحة: أن الموسيقى قادرة على جمع الناس، تخفيف جراحهم، وفتح نوافذ أمل جديدة لمدينة طالما عُرفت بأنها مرجع للفن والذوق الرفيع.

مقالات ذات صلة