شهدت محافظة القنيطرة خلال الأيام الأخيرة تصعيداً لافتاً في وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية، تمثل في توغلات متكررة داخل القرى والبلدات القريبة من خط الفصل في الجولان السوري المحتل، وسط حالة من القلق والاحتقان الشعبي نتيجة الاعتداءات المتواصلة على حياة المدنيين وممتلكاتهم وفق مراسلنا.
وفي ذات السياق قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد بالسيطرة على مفرزة الأمن الداخلي في قرية بريقة بعد توغلها في القرية وأقامت حاجزاً مؤقتا فيها.
حواجز وتوغلات على الطرق الرئيسية
وقال الإعلامي وأحد أبناء المنطقة، نور الحسن، في تصريح خاص لـ”سوريا 24″: “خلال اليومين الماضيين أقامت دورية إسرائيلية حاجزاً عسكرياً على الطريق الواصل بين بلدتي بئر عجم وبريقة بريف القنيطرة الأوسط، وبدأت بتفتيش السيارات والدراجات النارية، ما أدى إلى تقييد حركة الأهالي وتعطيل مصالحهم اليومية”.
وأضاف مراسلنا أن “مثل هذه الإجراءات باتت شبه يومية، إذ يتعمد الاحتلال عرقلة تنقل المواطنين داخل منطقة منزوعة السلاح، في خرق واضح للاتفاقيات الدولية”.
مداهمات ليلية وتفتيش للمنازل
في سياق متصل، شهدت بلدة الرفيد في ريف القنيطرة مداهمة ليلية عند الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، حيث اقتحمت قوة إسرائيلية أحد المنازل وقامت بتفتيشه بشكل دقيق، قبل أن تنسحب بعد نحو ساعتين باتجاه الجولان المحتل.
كما سجل الأسبوع الماضي اقتحامات متكررة شملت بلدة كودنة وصولاً إلى قرية عين زيوان في الريف الجنوبي، حيث داهمت القوات عدداً من المنازل، وأطلقت النار باتجاه المارة قرب موقع المداهمة، في مشهد وصفه الأهالي بالترهيب الممنهج.
استهداف ممتلكات الأهالي
وأكد نور الحسن أن الاعتداءات لم تقتصر على المداهمات، بل طالت مصادر رزق المدنيين، حيث قام جنود الاحتلال بتكسير صناديق نحل قرب أحد المنازل في عين زيوان، ما ألحق خسائر مادية كبيرة بأصحابها، في انتهاك إضافي لحقوق السكان الاقتصادية.
اعتقالات تعسفية
إلى جانب ذلك، شهدت قرية رويحينا بريف القنيطرة الأوسط عملية مداهمة أسفرت عن اعتقال شقيقين من أبناء البلدة، قبل أن يُطلق سراحهما بعد ساعات قليلة، في تذكير بأن سياسة الاعتقالات التعسفية لا تزال وسيلة للضغط وبث الرعب بين المدنيين.
مشهد يومي من الانتهاكات
يؤكد أبناء المنطقة أن هذه التوغلات والمداهمات أصبحت جزءاً من المشهد اليومي في ريف القنيطرة، حيث يواجه المدنيون تضييقاً على حركتهم، وتهديداً دائماً باقتحام منازلهم أو استهدافهم في الطرقات، في انتهاك صارخ لاتفاقية فصل القوات الموقعة منذ عام 1974، والتي تنص على جعل المنطقة منزوعة السلاح منطقة آمنة بعيدة عن أي نشاط عسكري.
ذاكرة مستمرة من الألم
تتراكم هذه الاعتداءات على وقع تاريخ طويل من الانتهاكات في الجولان السوري المحتل، حيث يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى فرض سياسة الأمر الواقع، ضارباً عرض الحائط بالقرارات الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 الذي رفض ضم الجولان واعتبر كل الإجراءات الإسرائيلية باطلة ولاغية.
وبينما تستمر المداهمات والتوغلات في بلدات القنيطرة، يطالب الأهالي المجتمع الدولي بالتحرك الجاد لوقف هذه الاعتداءات، وحماية المدنيين من استباحة متكررة تحولت إلى سلوك يومي للقوات الإسرائيلية في المنطقة.