مخيم باب السلامة. قرار إخلاء… ومصير معلّق بين خيمة وركام”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

فجأة، ومن دون سابق إنذار، تلقّى أهالي مخيم باب السلامة شمال حلب قرارًا بإخلاء المكان الذي آواهم لأكثر من عقد.
القرار، الصادر عن إدارة المعبر، ينصّ على إزالة المخيم وإنشاء ساحة تجارية للشحن الدولي. وبينما يُقدَّم المشروع كخطوة إنعاش اقتصادي، يرى الأهالي أنه يهدّدهم بالتشرد مجددًا بعد سنوات من النزوح.

غياب الخدمات والدعم

وبحسب مدير المخيم أيمن حاج قدور فإن المخيم يضم حاليًا نحو 925 عائلة، أي ما يقارب 65% من سعته الاستيعابية، معظمهم من بلدات ريف حلب الشمالي مثل ماير ومنّغ وتل رفعت.

وأوضح لمنصة سوريا 24 افتقار المخيم كليًا للخدمات الأساسية، مشيرًا إلى أن السكان هم من يتحملون تكاليف النظافة وضخ المياه بأنفسهم في ظل غياب الدعم من المنظمات الإنسانية.
ونوّه حاج قدور إلى أن “المطلوب ليس سلالًا غذائية أو مساعدات متقطعة، بل الإبقاء المؤقت على المخيم لحين تهيئة الظروف الملائمة للعودة وإعادة الإعمار”.

أسباب عدم العودة

من جانبه، قال عبد الباسط، وهو أحد سكان المخيم، لمنصة سوريا 24 إن عوائق العودة متعددة، تبدأ من غياب الماء والكهرباء والصرف الصحي، مرورًا بعدم توفر المواد الاستهلاكية وفرص العمل، وصولًا إلى الدمار الكامل الذي لحق بالمنازل.

ولفت عبد الباسط إلى أن “إدارة معبر باب السلامة تمارس ضغوطًا كبيرة على الأهالي لإخلاء المخيم، رغم أن منازلهم مهدّمة كليًا ولا يمكن العيش فيها”، مؤكدًا أن القرار “لا يأخذ بعين الاعتبار الواقع الإنساني الصعب”.

غلاء المعيشة وغياب البدائل

بدوره، أشار علي حمداوي، وهو يعمل سائقًا، إلى أن راتبه الشهري لا يتجاوز 150 دولارًا، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتأمين احتياجات أسرته اليومية.

وأضاف خلال حديثه لمنصة سوريا 24 أن “أسعار مواد البناء مثل الإسمنت والحديد والبلوك ارتفعت بشكل مضاعف بعد التحرير، ما جعل من المستحيل التفكير في ترميم المنازل أو إعادة إعمارها”.

وأكد حمداوي أن “توقف الدعم عن المخيمات بعد التحرير جعل الأهالي يواجهون خيارات قاسية، بين البقاء في الخيام أو مواجهة التشرد مجددًا”.

قلق الأجيال الجديدة

أما أحمد حاج قدور، من مهجّري تل رفعت، فأعلن أن أسرته باتت بحاجة إلى أربعة منازل بعد زواج أبنائه، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
ولفت خلال حديثه لمنصة سوريا 24 إلى أنه “رغم الفرح بالتحرير، فإن القرارات الأخيرة بخصوص المخيمات تثير قلقًا كبيرًا لدى الأهالي، وتتركهم معلّقين بين وعود الإعمار وواقع الإخلاء”.

رسالة للحكومة: المخيمات أولوية وطنية

يرى سكان مخيم باب السلامة أن قرار الإخلاء المفاجئ يضاعف معاناتهم، مؤكدين أن الحل لا يكمن في ترحيلهم نحو المجهول، بل في توفير سكن بديل مؤقت، ودعم حقيقي لجهود إعادة الإعمار، وتخفيض أسعار مواد البناء.

ويجمع الأهالي على رسالة واحدة:”نطالب الحكومة السورية والرئيس أحمد الشرع أن تكون قضية المخيمات أولوية وطنية، لا عبئًا يجري التخلص منه تحت مسميات التنمية”.

مقالات ذات صلة