تُواصل مديرية التربية في محافظة حمص تنفيذ خطة واسعة لصيانة وتأهيل المدارس بالتعاون مع الجهات الشريكة والداعمة، بهدف تحسين البيئة التعليمية وتوفير بيئة آمنة ومحفزة للطلاب قبل بدء العام الدراسي القادم.
وقد أُنجزت حتى الآن أعمال الصيانة والتأهيل في 17 مدرسة، فيما لا تزال الأعمال جارية في 34 مدرسة أخرى، وذلك ضمن خطة شاملة تشمل الصيانة الشاملة للمباني المدرسية، وتجهيز القاعات الدراسية، وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، وتحسين المرافق والخدمات المدرسية بما يتناسب مع احتياجات العملية التعليمية.
وقدمت مديرية التربية في حمص توضيحات حول واقع المدارس وجهود الصيانة الجارية، وفق الآتي:
تقييم الواقع المدرسي وأهمية خطوات الصيانة الحالية
أوضحت ملك سباعي مديرة تربية حمص في حديث لمنصة سوريا 24، أن بعض المدارس تحتاج إلى صيانة قبل بدء العام الدراسي، وقد عملت مديرية التربية والتعليم على دراسة هذه المدارس بدقة.
وتتم حالياً إجراءات الصيانة، إما على شكل صيانة جزئية، أو ترميم كامل، حيث يوجد عدد من المدارس التي تم استبعادها مؤقتاً من الخدمة بسبب الحاجة إلى ترميم جذري.
وأشارت إلى أن هناك 30 مدرسة يتم العمل فيها بالتعاون بين مديرية التربية والتعليم والمجتمع المحلي والمنظمات الداعمة، مما يعكس شراكة مجتمعية فاعلة في دعم البنية التحتية التعليمية.
ولفتت إلى أن هذه الخطوة تُعد مهمة جداً لتأمين بيئة تعليمية آمنة وملائمة لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي، خصوصاً بعد التحديات التي مرت بها البنية التحتية التعليمية خلال السنوات الماضية.
مراعاة وسائل السلامة المدرسية
وأكدت سباعي على أن سلامة الطلاب تُعد أولوية قصوى، وقد تم مراعاة عناصر السلامة والأمان ضمن الإمكانيات المتاحة خلال عمليات الصيانة.
وشملت هذه الإجراءات تأمين طفايات الحريق، والتأكد من توفر مخارج الطوارئ، وتحسين الإضاءة داخل الصفوف والمرافق العامة.
كما تم تدريب عدد من الكوادر التربوية على مفاهيم الأمن والسلامة من خلال دورات متخصصة مثل “دورة المدارس الآمنة”، و”دورة الدعم النفسي”، و”تطوير أداء الكوادر التربوية”، و”تطوير الموجهين التربويين”، بهدف تعزيز ثقافة السلامة داخل المدارس.
ضمان استدامة الصيانة ومنع التدهور المستقبلي
فيما يتعلق باستدامة الصيانة، أشارت سباعي إلى أن المديرية تعمل على متابعة مستمرة لحالة المدارس بعد إنجاز الصيانة، إضافة إلى توعية الطلاب بأهمية الحفاظ على المباني المدرسية.
وأفادت بأن برامج الدعم النفسي والتوجيه المجتمعي تُستخدم كأداة فاعلة لنشر ثقافة العناية بالمدرسة والانتماء إليها، من خلال جلسات توعوية تُعقد داخل الصفوف وتنظيم أنشطة تربوية تهدف إلى تعزيز سلوك الحفاظ على المرافق العامة.
دمج الطلاب ذوي الإعاقة وتأمين احتياجاتهم
أكدت سباعي أيضا على أن التحسينات التي تُنفَّذ في المدارس تشمل المرافق الخاصة بذوي الإعاقة، حيث يتم في كل مدرسة يتم صيانتها تأمين ممرات آمنة وسلالم ملائمة، إضافة إلى تجهيز دورات مياه تتناسب مع احتياجات الطلاب من ذوي الهمم.
كما تُجرى عمليات تقييم حالات الطلاب من ذوي الإعاقة من خلال دائرة البحوث التربوية، ويتم تأمين معلم مصادر لدعمهم تعليمياً.
وذكرت أن أغلب المدارس الرسمية تحتوي حالياً على غرفة مخصصة لمصادر الدعم، ومعلّم متخصص لتعليم الطلاب ذوي الهمم، ما يسهم في تعزيز فرص دمجهم في البيئة التعليمية.
دور المتابعة وتقديم المقترحات لتحسين البيئة التعليمية
وتحدثت سباعي عن متابعة أوضاع المدارس التي تُعد جزءاً أساسياً من الخطة التربوية، وتتم من خلال فرق فنية وتربوية متخصصة تقوم بزيارة المدارس المنتهية أعمال الصيانة فيها لتقييم مستوى التنفيذ وفعالية التحسينات.
كما تُشجع المديرية على تقديم المقترحات من قبل المعلمين، وأولياء الأمور، والمجتمع المحلي، لضمان تطوير مستمر للبيئة التعليمية، وتحقيق استجابة أفضل لاحتياجات الطلاب والمعلمين على حد سواء.
تشكل جهود الصيانة والتأهيل الجارية في مدارس حمص خطوة متقدمة نحو استعادة البنية التحتية التعليمية وتحسين جودة التعليم، وتعكس حرص الجهات المعنية على توفير بيئة تعليمية آمنة وشاملة للجميع، مع التركيز على السلامة، والاستدامة، ودمج الفئات الأكثر حاجة، استعداداً لانطلاقة تعليمية واعدة في العام الدراسي الجديد.