الدريكيش: تحذيرات من أزمة مائية حادة ودعوات للترشيد العاجل

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

أكد رئيس وحدة مياه الدريكيش عبد الحميد علي، في حديث لمنصة سوريا 24،  أن المنطقة تشهد نقصاً ملحوظاً في كميات المياه المتوفرة، نتيجة تراكم عوامل طبيعية وفنيّة.

ودعا علي المواطنين إلى التضامن واتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على الموارد المائية المتاحة، خاصة مع دخول فصل الصيف وارتفاع الطلب.

نقص في التغذية المائية

وأوضح أن النقص الحالي في التغذية المائية يعود إلى سببين رئيسيين:

– الجفاف الحاد الناتج عن احتباس الأمطار خلال الموسم المطري الماضي، ما أدى إلى انخفاض كبير في غزارة الينابيع والآبار التي تعتمد عليها الشبكة المائية في المنطقة.

– أعطال فنية متكررة في البنية التحتية للشبكة، تشمل نقص ساعات التغذية الكهربائية، وتعطّل بعض المولدات العاملة على المازوت، إضافة إلى تدهور حالة المضخات – سواء الأفقية أو الغاطسة – بسبب التقادم وسوء الحالة الفنية.

خطط طارئة لمعالجة الانقطاعات

ولمواجهة هذه التحديات، شرعت وحدة مياه الدريكيش بسلسلة إجراءات عاجلة تشمل:

– صيانة المولدات الكهربائية المتعطلة لضمان استمرارية تشغيل المحطات.

– استبدال المضخات القديمة التي تتعرض للأعطال المتكررة بمضخات جديدة لتحسين كفاءة الضخ.

– حفر آبار ارتوازية داعمة في القطاعات الأكثر تضرراً، بهدف زيادة كميات المياه المنتجة وتخفيف الضغط عن المصادر التقليدية.

– المتابعة الميدانية المستمرة من قبل عمال الشبكة، بإشراف مباشر من مدير الوحدة، للتحقق من سلامة التوزيع وسرعة معالجة التسربات أو الأعطال.

– التفتيش الدوري على خزانات المشتركين، خاصة في المناطق المرتفعة ونهايات خطوط الإسالة، لضمان وصول المياه وتحديد نقاط الهدر.

– الحفاظ على جاهزية سكورة التحكم بين الحارات، مع الالتزام الصارم بخطة السقاية المقررة حسب الدور المخصص لكل حي.

توزيع عادل للمياه بين المناطق

وأكد علي على أن الوحدة تبذل جهوداً كبيرة لضمان التوزيع العادل للمياه بين مختلف مناطق المدينة، من خلال تطبيق نظام الدور المتعاقب بدقة، واعتماد مراقبة فنية مستمرة على منسوب الشبكة. كما يتم أولوية التدخل في المناطق التي تعاني من انقطاعات متكررة، مع التركيز على المناطق المرتفعة التي تعاني من ضغط منخفض في الشبكة.

مشاريع مستمرة لتحسين البنية التحتية

في السياق، كشف المصدر عن مشاريع حيوية قيد التنفيذ لتحسين جودة الخدمة وزيادة مصادر التغذية، أبرزها: إعادة تأهيل بئر نبع الشماميش، الذي يُعدّ من المصادر الأساسية لتغذية جزء واسع من مدينة الدريكيش. ويشمل المشروع صيانة البنية التحتية للبئر، وتحديث نظام الضخ، بهدف استعادة إنتاجه الكامل وزيادة كفاءته.

نداء للمواطنين: لا تهدر قطرة ماء

وفي رسالة مباشرة إلى أهالي الدريكيش، شدد المصدر الخدمي على أهمية الشعور بالمسؤولية الجماعية في ظل ما تمر به المنطقة من أزمة مائية غير مسبوقة، واصفاً السنة الحالية بأنها “من أسوأ سنوات الجفاف خلال العقود الماضية”.

ودعا المواطنين إلى:

– ترشيد استهلاك المياه في المنازل، وعدم الإسراف في الاستخدامات اليومية.

– الامتناع عن استخدام المياه الشبكية في سقاية المزروعات أو غسل السيارات**، لما لذلك من تأثير مباشر على نقص الحصص.

– الإبلاغ الفوري عن أي تسرب في الشبكة أو خزانات المياه.

– التعاون مع خطة التوزيع وعدم محاولة التحايل على نظام الدور، لما يسببه ذلك من خلل في التوازن.

وأضاف: “كل ليتر ماء يُهدر من قبل شخص قد يكون نقصاً في حصة عائلة أخرى تعاني من الانقطاع. نحن جميعاً في سفينة واحدة، والحل يبدأ من كل فرد”.

ووسط كل ذلك، تبقى وحدة مياه الدريكيش تعمل على قدم وساق لتجاوز هذه الأزمة، لكنها تؤكد أن النجاح لن يتحقق دون تعاون فعّال من قبل المواطنين، في ظل تحدٍ بيئي وفني كبير.

مقالات ذات صلة