في مشهد إنساني لافت، شارك عدد من شباب مدينة دوما من ذوي الهمم والاحتياجات الخاصة، يوم أمس، في حملة تنظيف واسعة لشوارع وأحياء المدينة، ضمن مبادرة شعبية أطلق عليها اسم “دوما أجمل”، والتي انطلقت قبل نحو 26 يومًا بمشاركة المجلس المحلي لمدينة دوما، وعدد من الأهالي والتجار وأصحاب الآليات الثقيلة.
الحملة، التي تخللها تعاون جماعي لتأمين الآليات والعمال والمحروقات اللازمة، تهدف إلى إزالة الأنقاض والركام المتراكم في الغوطة الشرقية منذ سنوات نتيجة القصف الذي تعرضت له المنطقة قبيل تهجير الأهالي عام 2018، بالإضافة إلى تنظيف الشوارع وإعادة تأهيل المشهد العام للمدينة.
موفق هارون، مدير منظمة “رُسل لذوي الإعاقة” وعضو لجنة ذوي الإعاقة في دوما، قال في حديثه لـ”سوريا 24″ : “حبّينا نعمل مشاركة ويكون إلنا بصمة، اليوم شبابنا بمختلف إصاباتهم نزلوا بالكراسي المتحركة ليشاركوا الأهالي والعمال في تنظيف الشوارع والأحياء، هي مشاركة ضمن حملة شعبية كبيرة ودافع لكل الشباب والأهالي للانضمام والمساندة حتى الانتهاء من تنظيف المدينة”.
وأضاف، أن المبادرة اعتُبرت خطوة معنوية مهمة، إذ لم تقتصر على إزالة الركام فحسب، بل حملت رسالة واضحة مفادها أن جميع أبناء المدينة، بمختلف فئاتهم، قادرون على المساهمة في إعادة الحياة إلى دوما والمشاركة في إعادة إعمارها، كلٌ بما يستطيع.
تُعد مدينة دوما من أكبر مدن ريف دمشق وأكثرها كثافة سكانية. وتعرضت المدينة لحملات عسكرية عنيفة وحصار طويل انتهى بتهجير جزء كبير من سكانها في ربيع عام 2018 بعد اتفاق مع قوات النظام وحلفائه. وخلّفت سنوات القصف والحصار دمارًا واسعًا في البنية التحتية والمنازل، فضلًا عن تراكم الأنقاض التي ما تزال شاهدة على تلك المرحلة.
اليوم، يسعى الأهالي مع المجالس المحلية والفعاليات المدنية إلى إعادة إحياء مدينتهم، عبر مبادرات خدمية واجتماعية، تهدف إلى تجاوز آثار الحرب، وإعادة الحياة تدريجيًا إلى شوارع وأحياء دوما.
وبينما تتواصل الحملة بدعم من المجلس المحلي وفعاليات أهلية وتجارية، يؤكد القائمون عليها أن الهدف يتجاوز تحسين الواقع الخدمي، ليعكس صورة عن تضامن أبناء دوما وإصرارهم على تجاوز آثار الحرب، وفتح الطريق نحو مدينة أنظف وأجمل وأكثر إنسانية.