أطلقت بلدية مدينة البوكمال، بالتعاون مع إدارة منطقة البوكمال، حملة واسعة لإعادة تأهيل وصيانة شبكات الصرف الصحي في المدينة، مع التركيز على منطقة محيط “دوار المصرية”.
وبدأت أعمال تركيب أنابيب جديدة وصيانة الشبكات التالفة. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود متواصلة لتحسين البنية التحتية الحيوية في المدينة التي تضررت بشكل بالغ جراء سنوات من النزاع والدمار.
وأكدت البلدية أن المشروع يُنفذ بدعم لوجستي ومالي من إدارة منطقة البوكمال، في خطوة تُعد أولوية قصوى لمعالجة التحديات الخدمية التي يعاني منها المدنيون، لا سيما في قطاع الصرف الصحي الذي شهد تدهوراً حاداً خلال السنوات الماضية.
أهمية المشروع: خطوة حيوية نحو إعادة الإعمار
تُعد هذه الأعمال من أولى الخطوات الفعلية لإعادة بناء البنية التحتية في البوكمال، التي تضررت بشدة من جراء القصف المكثف خلال سنوات النزاع، خاصة من قبل الطيران الروسي وقوات النظام السابق.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من شبكة الصرف الصحي في المدينة كانت إما مدمرة بالكامل أو تعاني من تسربات وانسدادات مزمنة، ما تسبب في تجمعات للمياه العادمة في الشوارع، وانتشار الروائح الكريهة، وزيادة خطر انتشار الأمراض.
وأوضح مسؤولون فنيون في البلدية أن التركيز على منطقة دوار المصرية يأتي نظراً لازدحامها السكاني، وكونها تشكل مركزاً تجارياً وسكنياً مهماً في المدينة، ما يستدعي سرعة معالجة الأعطال فيها لضمان صحة وسلامة السكان.
حجم الضرر جسيم ويتطلب دعماً كبيراً
وأكد مدير منطقة البوكمال، عبدالله سلمان الحسين في حديث لمنصة سوريا 24، أن “الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية في البوكمال جسيم جداً، وخصوصاً في قطاعي الصرف الصحي والمياه، جراء القصف المتكرر من قبل الطيران الروسي وقوات النظام المجرم”.
وأضاف: “نحتاج إلى دعم حكومي أكبر، وتوفير آليات ثقيلة، ومعدات حديثة، وتمويل كافٍ، لإنجاز عمليات الصيانة والإصلاح بشكل شامل وسريع”.
وأشار الحسين إلى أن “ما يتم حالياً هو خطوة أولى، لكنها مهمة”، وقال: “البناء الحقيقي لا يبدأ بالمباني فقط، بل بالبنية التحتية، مثل شبكات الصرف الصحي، ومياه الشرب، والكهرباء. هذه هي أساسات المجتمع”.
خطط مستقبلية لتحسين الواقع الخدمي
وعن الخطط المستقبلية، كشف الحسين عن سلسلة من المشاريع الخدمية ستُنفّذ خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة حالياً، وتتضمن:
– إعادة تأهيل عدد من المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، بهدف تمكين الطلاب من العودة إلى التعليم في بيئة آمنة وصالحة.
– إضاءة الطرقات العامة والكورنيش الممتد على ضفاف نهر الفرات، لتحسين الحركة الليلية وتعزيز الأمن.
– تأهيل الحدائق العامة وتنظيفها وتجهيزها بمرافق ترفيهية بسيطة، لإتاحة مساحات آمنة للأطفال والعائلات.
وأكد أن هذه المشاريع تُنفذ بجهود ذاتية ودعم محلي، لكنها تحتاج إلى “تدخل حكومي أوسع، وشراكات تنموية، لتكون مستدامة وشاملة”.
نحو مستقبل أفضل
تمثل أعمال صيانة شبكة الصرف الصحي في البوكمال خطوة رمزية وعملية في آن معاً، تُظهر إرادة مجتمعية وإدارية حقيقية لإعادة إعمار المدينة، رغم الشح في الموارد.
ومع استمرار هذه الجهود، يُتوقع أن تشهد البوكمال تحسناً تدريجياً في الواقع الخدمي، ما قد يشجع آلاف المهجرين على العودة إلى مدينتهم، ويعيد لها نبض الحياة بعد سنوات من الدمار.