الرقة: غلاء الأسعار يحرم أهالي الطبقة من “المونة الشتوية”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

مع اقتراب فصل الشتاء، تواجه الأسر في مدينة الطبقة بريف الرقة أزمة حقيقية في تأمين “المونة الشتوية”، وهي العادة التي ارتبطت بالحياة الريفية السورية لعقود طويلة، حيث تحرص العائلات على تخزين مؤونة من الخضار والمواد الغذائية لمواجهة برد الشتاء وقلة الموارد، لكن هذا العام، تبدو المهمة شبه مستحيلة بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للأهالي.

تقول أم خالد (40 عاماً)، وهي ربة منزل تقيم في حي الوهب بالطبقة، لمراسل سوريا 24: “كنا نعتبر تحضير المونة مناسبة عائلية واجتماعية، نتعاون فيها نحن والجيران، أما اليوم فأسعار الطماطم والفليفلة والزيت تجاوزت قدراتنا، فلم نعد نستطيع تخزين ما يكفينا حتى لأشهر قليلة”.

من جانبه، يشير محمد العبد الله، وهو موظف حكومي وأب لخمسة أطفال، إلى أن كلفة تجهيز المونة هذا العام قد توازي راتب عدة أشهر: “حتى أبسط الأشياء مثل الباذنجان أو العدس باتت أسعارها مضاعفة، أمام هذه الظروف، يضطر كثيرون للتخلي عن فكرة المونة والاكتفاء بالشراء اليومي رغم أنه أكثر كلفة على المدى الطويل”.

في المقابل، يُرجع بعض التجار أسباب الغلاء إلى جملة من العوامل، بينها ارتفاع تكاليف النقل وأسعار الوقود، ويقول أبو أحمد العساف، وهو تاجر خضار في سوق المدينة: “الإنتاج الزراعي في هذا الموسم كان ضعيفاً بسبب نقص مياه الري وغلاء الأسمدة، ومع قلة المعروض ترتفع الأسعار تلقائياً، كما أن أجور النقل من الريف إلى المدينة تضاعفت، وهو ما ينعكس على المستهلك مباشرة”.

ويشير عدد من السكان إلى أن الرقابة على الأسواق ما تزال محدودة، الأمر الذي يتيح المجال لبعض التجار لاحتكار المواد وبيعها بأسعار تفوق قيمتها الحقيقية.

الأهالي من جهتهم يطالبون الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة لضبط الأسعار وتوفير دعم للمواد الأساسية، مؤكدين أن غياب الحلول سيجعل كثيراً من الأسر تدخل الشتاء القادم بموائد فارغة، بعدما كانت عادة المونة رمزاً للأمان والاكتفاء الذاتي.

مقالات ذات صلة