أعلن عماد نعمة، معاون مدير مؤسسة المياه في دمشق لمنصة سوريا 24 أن منسوب مياه نبع الفيجة انخفض في الفترة الأخيرة تحت فوهة النفق بنحو 12.5 مترًا، كما تراجعت مناسيب الآبار الجوفية بمعدل يقارب 25 مترًا عن المنسوب الستاتيكي، ما أثر بشكل مباشر على ساعات التزويد بالمياه في أغلب مناطق دمشق وريفها.
وأوضح نعمة أن المؤسسة عملت على تجاوز هذه المشكلة عبر تفعيل عدة مصادر مائية جديدة وزيادة عدد ساعات الإنتاج لتغطية النقص مقارنة بالاحتياجات الفعلية.
ولفت إلى أن الخطط البديلة تتضمن إعادة تشغيل آبار وادي الكنائس، زرزر، وجديدة يابوس، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج بنحو 10 آلاف متر مكعب يوميًا وبالتالي المساهمة في تأمين الاحتياج المائي للعاصمة وريفها.
وبرر نعمة قلة ساعات الوصل بـ “نقص الكميات المنتجة بالتوازي مع زيادة الطلب على المياه”، مؤكدًا أن مسؤولية المؤسسة تقتصر على ضمان سلامة المصادر المائية والمناهل التي تتزود منها الصهاريج، بينما تبقى تسعيرة البيع من اختصاص المحافظة.
ونوّه معاون المدير إلى أن الأيام المقبلة لن تشهد انعدامات للمياه، فـ الحوض الجوفي ما زال كافيًا، لكن هناك حاجة لتأمين الطاقة التشغيلية والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية، إضافة إلى الصيانة الطارئة للمضخات، مبينًا أن المؤسسة تعمل على ذلك بالتعاون مع الجهات المانحة.
كما كشف أن بعض الآبار في اليرموك ومنطقة التقدم تعرضت لأضرار كبيرة خلال الحرب، ويتم حاليًا التنسيق مع منظمة اليونيسف لإعادة تأهيلها، إلى جانب آبار شارع الثلاثين المتوقفة نتيجة سرقة تجهيزاتها الكهربائية.
وكان خالد حسن، مدير محطة نبع عين الفيجة قال في تصريحات سابقة لوكالة شينخوا الصينية إن النبع شهد تراجعًا حادًا نتيجة شتاء جاف استثنائي، حيث لم تتلق المنطقة سوى 25% من متوسط الهطول السنوي، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من ستة عقود.
وأوضح أن تدفق النبع مرتبط مباشرة بالأمطار وذوبان الثلوج، مضيفًا: “هذا العام كان صعبًا للغاية، ولم نشهد حتى الفيضانات الموسمية المعتادة من فبراير .”
وتجبر أزمة المياه في العاصمة وريفها المواطنين على الاعتماد بشكل متزايد على مصادر بديلة، إذ تأتي المياه في معظم أحياء دمشق وريفها كل 48 ساعة وبضغط منخفض في عدد من المناطق، ما يدفع السكان إلى شراء المياه عبر الصهاريج، حيث يبلغ سعر الواحد منها نحو 100 ألف ليرة سورية لكل 10 أمتار مكعبة.
