في بلد أنهكته الأزمات الاقتصادية وتراجعت فيه فرص العمل، تبدو المبادرات المحلية التي تستهدف النساء خطوة جوهرية لإعادة دمجهن في سوق العمل ومنحهن مساحة للاستقلال المعيشي.
في مدينة التل بريف دمشق، خاضت 18 سيدة، معظمهن معيلات لأسرهن، تجربة تدريبية مجانية في مجال صناعة الألبسة الجاهزة، استمرت 15 يومًا كاملًا بإشراف إدارة منطقة التل.
يقول عماد مريم، المسؤول عن الدورة في حديث خاص لمنصة سوريا 24 “الدورة لم تكن مجرد تدريب، بل تحولت إلى جسر يصل بين المهارة والعمل، إذ جرى توظيف عدد من المشاركات مباشرة بعد انتهائها في شركة ميرال لصناعة الألبسة، ما شكّل فارقًا حقيقيًا في حياتهن”.
روان الخطيب، شابة في الخامسة والعشرين من عمرها وخريجة المعهد التقاني للصناعات النسيجية، إحدى المتدربات تقول: “منذ تخرجي قبل نحو ثلاث سنوات حاولت شق طريقي في مجال الألبسة الجاهزة، عملت لفترة قصيرة والتحقت بدورات متعددة لأطور خبرتي. لكن هذه الورشة تحديدًا منحتني فرصة عملية؛ تعلمت مراحل جديدة، وطورت ما كنت أعرفه مسبقًا، وأصبحت أكثر ثقة بقدرتي على الاستمرار في مجالي”.
ورغم أنها لا تعمل حاليًا، ترى روان أن مثل هذه المبادرات تعيد الثقة للنساء، وتفتح لهن أبوابًا لطالما أُغلقت بفعل الظروف الصعبة. فهي تشبه، كما تقول، “خطوة أولى على طريق طويل، لكنه الطريق الصحيح نحو مستقبل أفضل”.
هذه النماذج توضح كيف يمكن للتدريب المهني أن يتحول إلى أداة تمكين حقيقية، إذ يمنح النساء المعيلات ليس فقط فرصة تحسين دخلهن، بل أيضًا مكانة فاعلة في سوق العمل المحلي. وبينما تبقى التحديات الاقتصادية كبيرة، تظل هذه المبادرات بمثابة بذور صغيرة قادرة على إنبات فرص جديدة تعيد الأمل لنساء كثيرات ينتظرن فرصة شبيهة.