السمسم.. بديل زراعي واعد لمزارعي الرقة وسط تحديات مائية وتسويقية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

شهدت زراعة السمسم انتشاراً ملحوظاً في محافظة الرقة خلال السنوات الأخيرة، باعتباره من الزراعات التكثيفية ذات الجدوى الاقتصادية، خصوصاً مع ارتفاع تكاليف إنتاج المحاصيل التقليدية وتعطل آليات الدعم الزراعي بعد توقف الإدارة الذاتية عن شراء محاصيل استراتيجية مثل القطن والذرة. هذا التحول دفع المزارعين إلى البحث عن بدائل تحقق استمرارية الإنتاج وتضمن مردوداً أفضل في ظل الظروف الراهنة.

وقال المزارع محمد الحسن من قرية رويان لـ”سوريا 24“: “بدأنا بتخصيص مساحات واسعة من أراضينا لزراعة السمسم، لأنه لا يحتاج إلى تكاليف مرتفعة، إذ لا تتجاوز نفقات زراعة الدونم الواحد 20 دولاراً، وهو أقل بكثير من تكاليف القطن أو الذرة. كما أن السمسم يتحمل الجفاف نسبياً، مما يساعدنا على الاستمرار رغم تقنين المياه المفروض على مشاريع الري بسبب تراجع منسوب الفرات.”

وفي السياق نفسه، أوضح المزارع خلف العبد من قرية الأنصار لـ”سوريا 24” أن متوسط إنتاج الدونم الواحد يصل إلى نحو 100 كغ، وهو معدل جيد مقارنة بمحاصيل أخرى، ما يمنح المزارعين أملاً في تقليل خسائرهم الاقتصادية.

من جهته، أكد المزارع سامي الخلف من قرية الطبية لـ”سوريا 24“: “نعاني من نقص الدعم والتسهيلات من قبل الجهات الزراعية، لكن السمسم يمثل فرصة حقيقية للاستمرار في الزراعة. كما أن تسويقه جيد نسبياً، حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد بين دولار ودولارين، وهو عائد أفضل من محاصيل أخرى.”

أما المزارع محمد الخليفة من قرية صفيان، فقال لـ”سوريا 24“: “نحن بحاجة إلى دعم أكبر، عبر توفير آليات حديثة وأسمدة مناسبة، إضافة إلى إنشاء مراكز شراء وتخزين، لضمان أسعار عادلة وحماية المزارعين من استغلال الوسطاء.”

ورغم التحديات المتمثلة في نقص المياه وغياب خطط واضحة لتسويق المحصول خارج مناطق الإدارة الذاتية، يرى مزارعو الرقة أن السمسم يشكل بديلاً واعداً يمكن أن يحقق أرباحاً أفضل ويحسن أوضاعهم المعيشية، إذا ما توفر له الدعم الفني والتسويقي المستدام.

مقالات ذات صلة