بعد سنوات من التوقف والدمار الذي لحق به خلال الحرب، عاد مشفى عمر بن عبد العزيز في حي المعادي بمدينة حلب إلى العمل من جديد، وهو ما أعاد الأمل لسكان الأحياء الشرقية الذين افتقدوا وجود مركز طبي متكامل في منطقتهم.
أقسام وخدمات
المشفى، بحسب القائمين عليه، يضم 60 سريراً ويحتوي على عدة أقسام رئيسية تشمل: الأطفال، النسائية والتوليد، الإسعاف، الأشعة، الداخلية، الكلية، والقثطرة القلبية.
كما يضم مبنى خاصاً للعيادات الخارجية في تخصصات متعددة، إضافة إلى مركز متكامل للسكري بإشراف الدكتور نزار الباش، لتقديم رعاية شاملة ومستدامة لمرضى السكري.
افتتاح برعاية رسمية وشراكة إنسانية
وقد جرى الافتتاح برعاية محافظ حلب ومدير صحة حلب، وبمشاركة رئيس منظمة سامز (الجمعية الطبية السورية الأميركية) الدكتور عارف رفاعي، وأنّ عملية التأهيل والتجهيز تمت بدعم من منظمة سامز ضمن حملة “لعيونك يا حلب”.
تصريحات خاصة لسوريا 24
وفي هذا السياق، قال الدكتور عارف رفاعي، رئيس منظمة سامز، إن “هذا المستشفى كان سابقاً مركزاً صحياً يقدم خدمات لأهالي المنطقة، لكنه دُمّر تحت قصف النظام”.
وأوضح أن “إعادة تجهيزه اليوم تتيح له تقديم خدمات نوعية، تشمل القثطرة القلبية والتنظير الهضمي، إلى جانب خدمات أساسية مثل الأطفال والنسائية والعناية المشددة”.
وأضاف رفاعي أن “هذا المشروع يُعتبر نواة لإعادة تأهيل القطاع الطبي في المناطق المتضررة، ولا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الأهالي”.
ومن جهته، أوضح عبد العزيز ممثل لجنة حي المعادي، خلال حديثه لمنصة سوريا 24 أن “مشفى عمر بن عبد العزيز كان مدمراً بالكامل في السابق، وإعادة افتتاحه اليوم يُعد إنجازاً مهماً على مستوى المحافظة”.
وبيّن أن “المشفى سيخدم معظم أحياء حلب الشرقية وصولاً إلى الريف الجنوبي والشرقي، ما يخفف كثيراً من معاناة المرضى الذين كانوا يضطرون للذهاب إلى مشافي وسط المدينة”، مشيراً أيضاً إلى أن “الخدمات شبه مجانية، وهو ما يشكل دعماً كبيراً للأهالي”.
أما من وجهة نظر السكان المحليين، فقد عبّر المواطن باسم حسن دوارة، أحد أبناء حي المعادي، عن ارتياحه قائلاً: “إن افتتاح المشفى يخفف كثيراً من التكاليف والأعباء على الأهالي الذين كانوا يتوجهون إلى مشفى الرازي أو الجامعة وسط ازدحام كبير، وهو ما كان يشكل خطراً على حياة المرضى”.
وأضاف: “اليوم بات لدينا مشفى قريب يقدّم خدمات ضرورية وبأسعار رمزية، وهذا بحد ذاته إنجاز ينتظره السكان منذ سنوات”.
خطوة نحو التعافي
ويُعتبر افتتاح مشفى عمر بن عبد العزيز خطوة أساسية في طريق إعادة الحياة إلى البنية الصحية في حلب الشرقية، فهو يخفف الضغط عن مشافي المدينة المركزية، ويوفر خدمات أساسية لسكان الأحياء الشرقية الأكثر تضرراً في المدينة.