اجتمع وفد من أهالي المعتقلين المغيبين مع مدير منطقة سلمية عدنان كوجان، ومسؤول العلاقات العامة بلال العطار، ثم التقوا لاحقاً بمدير شرطة المنطقة، حيث عرض الأهالي مطالبهم وتساؤلاتهم المتعلقة بأوضاع أبنائهم.
التركيز على أهمية متابعة ملف المعتقلين
وخلال اللقاء، أكد مدير منطقة سلمية في حديث لمنصة سوريا 24 الاستعداد للتجاوب مع ما طُرح، مشدداً على أهمية متابعة ملف المعتقلين المغيبين، والاهتمام بشؤون ذويهم، وتقديم الدعم اللازم لهم، إضافة إلى عقد اجتماعات دورية مع الأهالي لضمان استمرار التواصل ومعالجة القضايا المستجدة بشكل منتظم.
وعرض المشاركون مطالبهم العاجلة وتساؤلاتهم المتعلقة بوضع أبنائهم المعتقلين أو المغيبين قسراً، مطالبين بكشف مصيرهم، وتحسين أوضاعهم الإنسانية، وتوفير معلومات دقيقة وشفافة حول أماكن احتجازهم، إن وجدت.
وأعرب الأهالي عن معاناتهم اليومية جراء الغموض المحيط بمصائر ذويهم، مشيرين إلى الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن استمرار التغييب القسري.
الهدف: الوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة
وفي ردّه، أكد كوجان استعداد إدارة المنطقة للتجاوب مع المطالب المطروحة، معرباً عن تفهم عميق لمعاناة الأهالي، ومؤكداً حرصه على الوقوف إلى جانبهم في سعيهم المشروع للوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة.
وشدد كوجان على أهمية متابعة ملف المعتقلين المغيبين باعتباره قضية إنسانية ووطنية، داعياً إلى تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية وذوي المفقودين، وضرورة الاهتمام بشؤون الأسر المتضررة، وتقديم الدعم اللازم لهم، سواء على الصعيد المادي أو النفسي أو القانوني.
كما أشار إلى التزام الإدارة بعقد اجتماعات دورية مع ممثلي أهالي المعتقلين، بهدف ضمان استمرارية التواصل، ومعالجة القضايا المستجدة بشكل منظم وشفاف، وضمان عدم تجميد الملفات أو تأجيلها.
المطلوب: حلول ملموسة على أرض الواقع
وقد تلا ذلك لقاء مع مدير شرطة المنطقة، الذي استمع بدوره إلى مطالب الوفد، وأبدى تجاوباً إيجابياً، مؤكداً على سياسة الانفتاح والتعاون مع المواطنين، واحترام حقوق الإنسان ضمن الإطار القانوني.
وأكدت ليال خربيط، منظمة اللقاء، في حديث لمنصة سوريا 24، على أن “هذا اللقاء جاء انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه قضية المعتقلين المغيبين وذويهم، حيث سعينا لإيصال مطالبهم إلى المعنيين بشكل مباشر”.
وأضافت: “لمسنا تجاوباً واضحاً من إدارة منطقة سلمية، مع وعد بمتابعة الملف وإقامة لقاءات دورية”.
وزادت بالقول: “نأمل أن يشكل هذا الاجتماع خطوة عملية نحو الاهتمام بأوضاع ذوي المعتقلين، وتخفيف معاناتهم عبر حلول ملموسة على أرض الواقع”.
وعود بإنصاف ذوي الضحايا
وأشار رفعت الصالح، أحد أهالي المفقودين، في حديث لمنصة سوريا 24، إلى أن “اللقاء كان إيجابياً وبناءً، وأبدى السيد مدير المنطقة تفهماً عميقاً لمعاناتنا، وأكد حرصه على دعمنا في مطالبتنا بالحقوق المشروعة لأبنائنا”.
من جانبه، أعرب المحامي زياد السنكري عن تقديره الكبير للمسؤولين، قائلاً في حديث لمنصة سوريا 24: “بعد هذا اللقاء المثمر والمطمئن مع السيد مدير المنطقة ومسؤول العلاقات العامة، ثم قائد شرطة سلمية، أتقدم بالشكر لسعة صدرهم وتفهمهم لهواجسنا وهمومنا وتطلعاتنا”.
وتابع: “أبدى المسؤولون احتراماً كبيراً لذوي المعتقلين والمغيبين قسراً، وأكدوا أن لأبنائنا مكانة كبيرة لدى الإدارة السورية الحالية، ووعدوا بإنصاف ذوي الضحايا، وحل العديد من المطالب المطروحة، كما تم الاتفاق على عقد لقاءات أوسع مستقبلاً تضم عدداً أكبر من عوائل المعتقلين والمغيبين”.
ويُنظر إلى هذا اللقاء باعتباره خطوة متقدمة في اتجاه تعزيز الشفافية والانفتاح على القضايا الإنسانية العالقة، وسط تطلعات الأهالي إلى أن تُترجم الوعود إلى إجراءات فعلية على الأرض، تسهم في كشف مصير المغيبين، وتخفيف المعاناة عن عائلاتهم التي ظلت تناشد العدالة والرحمة لسنوات.