نازحو أطمة يناشدون لإنقاذ المشفى الوحيد: “لا بديل لنا إن أغلق”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

بعد مرور 20 يومًا على إعلان توقف الدعم عن مشفى أطمة الخيري، يعرض هذا التقرير شهادات من الأهالي والطاقم الطبي حول تداعيات الأزمة، وسط غياب أي بديل طبي في المخيمات المجاورة.

أعلن القائمون على مشفى أطمة الخيري في ريف إدلب الشمالي عن توقف الدعم المقدم له بشكل كامل، بعد سنوات من تقديم الخدمات الطبية المجانية لعشرات آلاف النازحين في مخيمات المنطقة.

وقال الدكتور مهيب قدور، مدير المشفى، في تسجيل مصور اطلعت عليه منصة سوريا 24: “كنت مع أول خيمة وُضعت في المنطقة عام 2011 و2012، ومع أهلنا الضيوف الأكارم مستمرون في خدمتهم منذ ذلك الوقت، لكن اليوم توقفت الخدمات بسبب توقف الدعم الذي كان يقدمه مركز الملك سلمان”.

وأضاف قدور أن “المشفى بحاجة ماسة إلى استمرار الدعم لعام آخر أو أكثر، خصوصاً أن كثيراً من الأهالي العائدين إلى قراهم وجدوا منازلهم مدمرة أو خالية من أبسط مقومات الحياة، ما أجبرهم على العودة مجدداً إلى المخيمات”، مؤكداً أن “غياب الدعم سيؤدي إلى حرمان آلاف المرضى من الرعاية الصحية المجانية”.

منصة “سوريا 24” تواصلت مع إدارة مشفى أطمة الخيري، التي أوضحت أن المشفى يقدم خدماته الطبية لأكبر تجمع للنازحين في سوريا، وهو مخيم أطمة ومخيم الكرامة، حيث يعيش عشرات آلاف الأشخاص في بيئة غير صحية ويفتقرون إلى البنية التحتية الأساسية.

وأضافت الإدارة أن المشفى يستقبل وسطياً نحو 15 ألف مستفيد شهريًا، بينهم مئات المراجعين يوميًا من مختلف الفئات العمرية، ويجري ما يقارب 300 عملية جراحية كبرى شهريًا تشمل الجراحة العامة، البولية، الأذنية، والترميمية. كما يقدم خدمات الإسعاف والعناية المركزة والنسائية والأطفال، إلى جانب قسم المخبر والأشعة وتوفير الأدوية الإسعافية.

وأكدت الإدارة أن توقف الدعم أدى إلى توقف العيادات عن العمل بشكل كامل، فيما يقتصر عمل المشفى حاليًا على خدمة الإسعاف على مدار الساعة ضمن الإمكانيات المتاحة.

وأشارت إلى أن المشفى لا يخدم فقط سكان مخيمات أطمة، بل أيضًا القرى المحيطة ومناطق أبعد مثل عفرين وجنديرس، لافتةً إلى أنه خلال الفترة الأخيرة، وقبل انقطاع الدعم، كان المشفى يستقبل مرضى من محافظات سورية مختلفة لإجراء عمليات جراحية مجانية، لعدم توفرها في مناطقهم أو لارتفاع تكلفتها في المشافي الخاصة، وهو ما لا يستطيع غالبية النازحين تحمله نتيجة الفقر والتهجير المستمر منذ بداية الثورة.

وأضافت الإدارة أن توقف المشفى عن العمل بشكل كامل يعني تهديدًا مباشرًا لصحة آلاف الأسر التي لا تملك بديلًا للحصول على الرعاية الطبية الأساسية.

والتقى مراسلنا في إدلب عدداً من النازحين الذين حاولوا العودة إلى قراهم في ريف إدلب وحماة، إلا أن الواقع أجبرهم على البقاء في مخيمات أطمة بسبب غياب الخدمات الأساسية.

يقول أبو أحمد (45 عاماً)، وهو نازح يقيم في المخيم منذ سبع سنوات: “عدت قبل أشهر إلى قريتي في ريف حماة، لكنني وجدتها مدمرة بالكامل بفعل القصف، لا كهرباء، ولا ماء، ولا مشفى قريب، لم يكن أمامي خيار سوى العودة إلى المخيم رغم صعوبة الحياة هنا”.

وتوضح أم محمد (38 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال: “فكرنا بالعودة إلى منزلنا في ريف إدلب، لكنه لم يعد صالحاً للسكن بعد أن سقط جزء من سقفه وتهدمت الجدران، لا توجد مدارس ولا مستوصف في القرية، لذلك بقينا في المخيم قرب مشفى أطمة الذي كان يساعدنا طوال السنوات الماضية”.

أما خالد العبد الله (29 عاماً)، فيؤكد أن توقف المشفى عن العمل يعني “كارثة إنسانية” بالنسبة لسكان المخيمات: “هنا يعيش آلاف النازحين، وأغلبهم لا يملكون ثمن المعاينة الطبية أو الدواء، إذا أغلق المشفى أبوابه تماماً، فلن يكون لدينا بديل، وسنكون عرضة للأمراض دون علاج”.

يشكل مشفى أطمة الخيري واحداً من أبرز المراكز الطبية التي اعتمد عليها النازحون في شمال سوريا خلال السنوات الماضية، ومع توقف دعمه يواجه الأهالي مخاطر حقيقية تتمثل في غياب الخدمات الطبية الأساسية، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء وازدياد الأمراض الموسمية.

ويأمل القائمون على المشفى أن تتدخل الجهات الداعمة مجدداً لتأمين استمرار عمله، بما يضمن استمرار الخدمات الطبية المجانية، ويخفف من معاناة الأهالي الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين دمار قراهم وظروف النزوح القاسية.

للاطلاع على خلفية الموضوع ومواقف المنظمات ووزارة الصحة، انظر تقريرنا السابق بتاريخ 15 آب 2025

توقف الدعم عن مشفى أطمة… المنظمة الداعمة توضح ووزارة الصحة تحدد أولوياتها

مقالات ذات صلة