حي المعادي في حلب.. خدمات غائبة وعودة خجولة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يعيش أهالي حي المعادي شرق حلب واقعًا ثقيلًا منذ عودتهم بعد سنوات الحرب، إذ تتراكم الأزمات الخدمية والمعيشية عليهم في تفاصيل حياتهم اليومية كافة.

ويعاني الحي من غياب المياه والكهرباء، والازدحام الكبير في المدارس، وتراكم القمامة بين الأبنية المهدمة، حيث يقول نجيب أحمد دسم، من سكان الحي، لمنصة سوريا 24، إن المغر المنتشرة في الحي تحولت إلى مأوى للحيوانات ومكب نفايات، ما يتسبب بروائح كريهة وظهور الأفاعي والحشرات، في حين يبقى الخطر الأشد في تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأقبية وما تسببه من أضرار جسيمة.

بدوره، يشير المواطن أسامة دباس إلى اضطرار السكان لشراء المياه أو جلبها من خارج الحي بعد انقطاعها لفترات طويلة، بينما الكهرباء مقطوعة منذ أيام، فيما يغطي الغبار المنازل والأطفال بسبب الخرابات المتروكة، ويضاعف بعض الأهالي معاناة الجميع بحرق الدواليب والنفايات.

في الجانب التعليمي، لا توجد سوى مدرسة واحدة تستقبل التلاميذ، حيث ذكر عدد من المعلمين في الحي، ممن التقاهم مراسل منصة سوريا 24، أن العدد وصل في بعض الصفوف إلى خمسة وسبعين طالبًا، فيما ما تزال ثلاث مدارس أخرى مدمرة، وهو ما يجعل الأهالي يضطرون لإرسال أبنائهم للتعلم في مدارس خارج الحي.

أمام هذه المعاناة، تبقى الجهود محدودة، فالمبادرات الفردية وبعض أنشطة الجمعيات والمنظمات لا تكفي لإعادة الحياة الطبيعية إلى الحي، إذ يقول عبد العزيز إبراهيم، عضو لجنة حي المعادي، لمنصة سوريا 24، إن نحو 300 عائلة عادت بالفعل بعد التحرير، لكن المشكلات تفوق قدرة اللجنة، إذ يقتصر دورها على تسجيل العائلات وتوزيع المساعدات المتاحة والتواصل مع البلدية والشؤون الاجتماعية، إلا أنه يؤكد في الوقت ذاته ضعف الاستجابة.

ويشدد إبراهيم على حاجة الحي إلى تدخل جاد وسريع يعيد الخدمات الأساسية ويؤهل البنية التحتية بما يسمح للعائلات العائدة بالعيش بكرامة.

بين انقطاع المياه والكهرباء، ودمار المدارس، وتكدس القمامة، يواجه سكان حي المعادي واقعًا مريرًا يضاف إلى أعباء الحياة اليومية. وفي ظل هذا الواقع، تبقى الأوضاع في حي المعادي شرق حلب بعيدة عن الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، ما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لإعادة الخدمات الأساسية وتأهيل البنية التحتية، بما يضمن بيئة آمنة ومستقرة للعائلات العائدة، ويخفف من وطأة التحديات اليومية التي تثقل كاهل السكان.

مقالات ذات صلة