ريف دمشق: أزمة نفايات خانقة في السبينة ومطالبات بحلول عاجلة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشهد بلدة السبينة الواقعة في ريف دمشق أزمة خانقة بسبب تراكم النفايات بشكل عشوائي في الشوارع والأزقة وحتى أمام المنازل والمساجد، في ظل تردي الخدمات العامة وتراجع الاستجابة البلدية. ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، تتصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض، بينما تتداخل في هذه الأزمة عوامل مرتبطة بالجهات الرسمية والمواطنين على حد سواء.

مخاطر صحية متزايدة مع بداية المدارس

قال وائل عبد المجيد، المدير المالي لبلدية السبينة، في تصريح لمنصة “سوريا 24″، إن انتشار القمامة وتراكمها في البلدة “يشكل قلقاً صحياً متزايداً يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية”. وأوضح أن النفايات لم تعد تقتصر على أماكن رميها المعتادة، بل امتدت إلى الأزقة والحارات وأمام أبواب المنازل وحتى المساجد. وأضاف أن “هذا الواقع غير صحي للسكان ويؤثر في صحة الأطفال بشكل خاص، لا سيما مع بداية العام الدراسي، حيث يسهم في انتشار الحشرات والأوبئة”.

وأشار عبد المجيد إلى أن المسؤولية تقع على عاتق بلدية السبينة ووكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، داعياً إلى وضع حاويات كبيرة في أماكن مخصصة وتحديد أوقات ثابتة لرمي النفايات، إضافة إلى تخصيص سيارات لجمعها بشكل يومي ودوري. واعتبر أن الوضع الحالي “سيئ للغاية ومرتبط أيضاً بأزمات أخرى مثل ضعف الكهرباء والمياه، لكن النفايات تبقى الأكثر إلحاحاً وتتطلب معالجة سريعة”.

أزمة تعكس عجزاً حكومياً وخدمياً

من جانبها، أكدت الدكتورة أحلام الموسى، من أهالي البلدة، في حديثها لمنصة “سوريا 24″، أن مشهد تراكم النفايات “كارثي بكل المقاييس”، ويعكس “عجز الحكومة والبلدية عن أداء دورهما الخدمي في تنظيف البلدة ومنع هذه الظواهر”. وأضافت أن “الواقع لا يمكن فصله عن الأزمات الخدمية الأخرى التي تعاني منها السبينة، مثل ضعف الكهرباء وأزمات المياه”، معتبرة أن ما يحدث “دليل واضح على عجز إداري ممتد يشمل مختلف القطاعات”.

غياب ثقافة فرز النفايات بين السكان

أما أبو محمد، أحد أهالي السبينة، فقد أوضح في حديثه لـ”سوريا 24″ أن أزمة النفايات “تتعلق بعدة أطراف، منها البلديات والمواطنون على حد سواء”. وأشار إلى أن “غياب ثقافة فرز النفايات” لدى الأهالي يسهم في تفاقم المشكلة، حيث يقوم الكثيرون بوضع جميع أنواع النفايات معاً دون تصنيف.

وبين أن بعض الأهالي يلقون نفاياتهم أمام منازل الجيران أو في الأماكن العامة، مما يسبب تلوثاً بيئياً ومشاكل صحية، خاصة في فصل الصيف، مع انتشار الروائح الكريهة وزيادة خطر وقوع حوادث مثل انفجار إطارات السيارات بسبب المخلفات أو تعرض الأطفال للأذى أثناء اللعب قربها.

وأضاف أبو محمد أن كثيراً من السكان يلجأون إلى حرق النفايات للتخلص منها، ما ينتج عنه أدخنة سامة تؤثر في الجهاز التنفسي للأطفال وكبار السن، فضلاً عن تلوث الهواء. بينما يقوم آخرون بمحاولة دفن النفايات قرب منازلهم، وهو ما يضر بالبيئة على المدى القصير والطويل.

تقصير البلدية وشبهات حول المخصصات

بدوره، أشار أبو مسلم، من أهالي البلدة، في حديثه لـ”سوريا 24″، إلى أن “البلدية مقصرة بشكل واضح في جمع النفايات من الشوارع”، لافتاً إلى أن “عمال النظافة لا يزورون المناطق المزدحمة سوى مرة واحدة في الأسبوع”. وأوضح أن هذا التأخير يسهم في زيادة تراكم النفايات في المناطق الفرعية والرئيسية على حد سواء.

كما تحدث أبو مسلم عن انتشار شائعات بين الأهالي حول سرقة مخصصات المازوت المخصصة لمركبات جمع النفايات، معتبراً أن ذلك يزيد الوضع سوءاً ويعطل عملية التنظيف.

انعكاسات اجتماعية وبيئية سلبية

لم تتوقف آثار الأزمة عند حدود الصحة والبيئة، بل انعكست أيضاً على المشهد الاجتماعي والمعماري للبلدة. فقد أدى تراكم النفايات إلى “تشويه منظر المدينة وتحويلها إلى بيئة غير حضارية”، بحسب ما ذكر الأهالي. كما تسبب في نشوب خلافات اجتماعية بين السكان، وصلت أحياناً إلى حد الاشتباكات نتيجة إلقاء النفايات بشكل عشوائي.

ورغم ذلك، أكد الأهالي عبر “سوريا 24” أنهم يكنون الاحترام لعمال النظافة، ويحاولون دعمهم بالوسائل المتاحة، إلا أن الأزمة تفوق قدراتهم الفردية وتتطلب حلولاً جذرية.

الحاجة إلى تدخل عاجل وحلول مستدامة

يتفق سكان السبينة على أن الأزمة لن تُحل إلا عبر تدخل رسمي سريع يضمن جمع النفايات بشكل يومي أو شبه يومي، وتوزيع حاويات كبيرة في أماكن مخصصة، وإبعاد النفايات عن الأحياء السكنية. كما يشددون على أهمية رفع وعي المواطنين بأهمية النظافة العامة لتقليل السلوكيات السلبية مثل الحرق أو الدفن العشوائي للنفايات.

ويؤكد الأهالي أن استمرار تراكم القمامة دون معالجة سيؤدي إلى انتشار أوسع للأمراض والحشرات والأوبئة، ما يهدد الصحة العامة ويزيد من تفاقم الأزمات الخدمية التي تعاني منها البلدة منذ سنوات.

مقالات ذات صلة