يعيش مشتركو شبكة “سيريتل” في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) معاناة متواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر، بعد انقطاع الخدمة بشكل كامل وحرمانهم من أبسط وسائل التواصل. هذا الانقطاع لم يقتصر على تعطيل الحياة اليومية للأفراد، بل ألحق أضراراً مباشرة بمصادر رزق شريحة واسعة من العاملين في قطاع الاتصالات.
منذ مطلع نيسان الماضي، منعت الإدارة الذاتية شركتي “سيريتل” و”MTN” من تقديم خدماتهما في مناطق سيطرتها دون تقديم أسباب واضحة، وفي المقابل لم توفر بديلاً يغطي الحاجة الأساسية للاتصالات. ويقتصر تزويد المنطقة بالإنترنت على شركة “RCELL” التي تعتمد على كابل ضوئي قادم من السليمانية في إقليم كردستان العراق، إلا أن خدماتها محدودة ولا تعوض غياب الشبكات الخلوية.
حرمان من التواصل وخسارة للأرقام
يؤكد المواطن صالح المحمد، من سكان ريف القامشلي الجنوبي، أن انقطاع الشبكة أفقده رقمه السوري المرتبط بكل أعماله: “بعثت خطي وخط والدي إلى دمشق لإصلاحهما لكن قيل لنا إنهما محروقان. كل حياتي العملية مرتبطة برقمي، واليوم لا أستطيع استعادته. من دون شبكة نحس أننا معزولون تماماً؛ لا اتصالات في حالات الطوارئ، ولا قدرة على تلبية أبسط الحاجات اليومية”.
أصحاب المحلات أكبر المتضررين
شيار علي، صاحب محل اتصالات في سوق مدينة القامشلي، يرى أن المعاناة لا تقل قسوة بالنسبة للعاملين في هذا المجال: “المحل شبه مغلق منذ انقطاع سيريتل. لم يعد هناك بيع رصيد أو تفعيل خطوط، والزبائن توقفوا عن القدوم. حتى خدمات الصيانة التي كانت مرتبطة بخطوط سيريتل اختفت. خسرنا مصدر رزقنا الوحيد وأصبح وجودنا بلا جدوى تقريباً”.
عزلة تامة ومطالبات بالحل
المشتركون اليوم يجدون أنفسهم في عزلة حقيقية عن العالم. فالاتصال في حالات المرض أو الحوادث أصبح شبه مستحيل، والمعاملات التجارية تعطلت، والعائلات فقدت القدرة على التواصل مع أقاربها في الداخل والخارج. هذه المعاناة اليومية، كما يصفها الأهالي، تمثل تهديداً مباشراً لاستقرار حياتهم ولقمة عيشهم.
ويختتم أحد المشتركين حديثه لـ”سوريا 24″ بالقول: “نحن لا نطلب الكثير، فقط أن نستعيد حقنا بالاتصال كبقية الناس. كل يوم بلا شبكة يزيد من غربتنا داخل بلدنا، ويجعلنا نشعر أننا منسيون خارج كل حسابات”، في إشارة إلى حجم الألم الذي يعيشه الأهالي جراء استمرار الانقطاع.