يواجه أهالي قرية العجاج في ريف الرقة الغربي أزمة خانقة في تأمين مياه الشرب منذ أكثر من عشر سنوات، بعد تدمير شبكات المياه خلال سنوات النزاع. وقد دفعت هذه الأزمة المستمرة السكان إلى الاعتماد على مصادر بديلة غير آمنة، مثل قنوات الري أو شراء المياه من الصهاريج المتنقلة بأسعار مرتفعة، ما فاقم معاناتهم اليومية في ظل الظروف الاقتصادية القاسية.
تقول أمينة العلي، إحدى سكان القرية، في تصريح لـ”سوريا 24“: “غياب المياه النظيفة يجعل حياتنا أكثر صعوبة، فنحن مضطرون إما لشراء المياه بأسعار مرتفعة أو لجلبها من قنوات الري، وهو ما ينعكس سلباً على صحة أطفالنا.”
وتحذر إيمان الغانم من المخاطر الصحية المترتبة على الوضع، مؤكدة في حديثها لـ”سوريا 24“: “أطفالي تعرضوا لمشكلات صحية نتيجة استخدام مياه غير نظيفة، وحتى مستوى النظافة الشخصية بات يتأثر بسبب ندرة المياه.”
من جانبهم، يشكو السكان من غياب الحلول الجذرية وضعف استجابة الجهات المعنية، حيث أوضح أحمد العجاج لـ”سوريا 24“: “نحن بحاجة عاجلة إلى حلول فعلية، سواء بإعادة تأهيل شبكات المياه أو توفير بدائل آمنة، فالوضع لم يعد يحتمل المزيد.”
وفي المقابل، صرح مصدر مسؤول في مؤسسة المياه بمدينة الرقة لـ”سوريا 24” أن قرية العجاج كانت تتغذى سابقاً بخط مياه قادم من قرية الرشيد، لكن كثرة السرقات والتجاوزات أدت إلى انقطاع الإمداد. وأضاف أن المؤسسة عملت مؤخراً على تمديد خط جديد من محطة الفتيح القريبة، إلا أن التجاوزات حالت دون استفادة جميع السكان. وأكد المصدر أن المؤسسة بصدد اتخاذ إجراءات صارمة لمحاسبة المتجاوزين.
تبقى أزمة مياه الشرب في قرية العجاج واحدة من أبرز التحديات التي تتطلب استجابة عاجلة وخططاً مستدامة من قبل الجهات المعنية، لتأمين حق أساسي يمس حياة السكان وصحتهم بشكل مباشر.