نجحت حملة “دير العز” في تحقيق إنجاز لافت، إذ تخطت خلال ساعات قليلة الهدف المعلن بجمع 25 مليون دولار، لتصل التبرعات إلى أكثر من 30 مليون دولار، ما يعكس حجم التفاعل الشعبي والرسمي الكبير مع جهود إعادة إعمار المحافظة.
وقال مراسل سوريا 24 أن الفعالية شهدت حضوراً شعبياً ورسمياً كبيراً، وأن جلّ التبرعات جاءت من عشائر معروفة من ابناء المحافظة إضافة إلى متبرعين من محافظات أخرى ومهجرين في دول الشتات.
دعم للقطاع الصحي
وخلال حفل إطلاق الحملة ، قال وزير الصحة مصعب العلي إن البنية التحتية الصحية في سوريا متدهورة، وفي دير الزور بشكل خاص تعاني من نقص حاد في التجهيزات والمنشآت الطبية. وأوضح أن الوزارة ملتزمة بإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات، مشيرًا إلى أن المحافظة بحاجة ماسة إلى جهاز رنين مغناطيسي وتجهيزات للقسطرة القلبية.
واقع التعليم
من جانبه، أوضح مدير التربية في دير الزور علي الصالح أن التعليم من أكثر القطاعات تضررًا. وقال: “نال قطاع التعليم من الدمار ما نالته القطاعات الأخرى. لدينا أكثر من 230 مدرسة مدمرة جزئيًا، و50 مدرسة مدمرة كليًا، و162 مدرسة بحاجة إلى صيانة”.
وأضاف أن هذا الواقع يفرض تحديات كبيرة على الطلاب، حيث يضطر بعضهم إلى السير لمسافات طويلة للوصول إلى مقاعد الدراسة.
مرحلة جديدة من التماسك
وأكد محافظ دير الزور غسان السيد أحمد أن الحملة تعكس روح التضامن والعمل المشترك، موضحًا: «حملة دير العز تشكل مرحلة جديدة من التماسك والعمل المجتمعي المشترك.»
تبرعات قياسية
وبحسب مراسل سوريا 24 شهدت الحملة تبرعات واسعة؛ إذ قدّم رجل الأعمال موفق قداح مليون دولار، فيما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” دعم القطاع الصحي بمليوني دولار.
كما أعلنت وزارة المالية عن تخصيص الحملة بمبلغ 10 ملايين دولار دفعة واحدة، لدعم مشاريع التنمية في المحافظة.
تصريحات إضافية للمحافظ
وكان المحافظ غسان السيد أحمد قد صرّح في وقت سابق بأن أكثر من ثلثي مدينة دير الزور بحاجة إلى إعادة تأهيل بنيتها التحتية، مشيرًا إلى وجود 35 ألف مبنى مدمر واحتياجات إسعافية تُقدَّر بـ 172 مليون دولار. كما كشف عن وجود 316 ألف لغم في المحافظة، لم يُزل منها سوى 32 ألفًا، ما أدى إلى مقتل 72 شخصًا حتى الآن.
وأوضح المحافظ أن هناك جهودًا لافتتاح مراكز صحية جديدة وتأمين أجهزة طبية متطورة، إضافة إلى تركيب محولات كهربائية وصيانة خطوط الشبكة، معتبرًا أن إعادة إعمار دير الزور هي المدخل الطبيعي لإعادة بناء سوريا بأكملها، خاصة أن منطقة الجزيرة غنية بالثروات.
امتداد لحملات وطنية
وتأتي حملة “دير العز” بعد مبادرات مماثلة في حمص ودرعا، ضمن إطار وطني أوسع يتكامل مع إطلاق صندوق التنمية السوري برعاية رئيس الجمهورية أحمد الشرع، ليكون المظلة الرئيسية لتنسيق جهود إعادة الإعمار.