داريا بين التحسن التدريجي والتحديات المستمرة في الخدمات الأساسية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يشهد الواقع الخدمي في مدينة داريا تحسنات ملموسة في بعض القطاعات، رغم استمرار وجود تحديات كبيرة نتيجة ارتفاع أعداد السكان وقلة الإمكانيات. محمد جعنينة، رئيس المجلس المحلي في داريا، كشف في حديثه لمنصة “سوريا 24” عن آخر المستجدات والخطط الجارية لتحسين الخدمات في المدينة بعد تحريرها.

إدارة النفايات: تحسن ملحوظ مع تحديات مستمرة

أكد جعنينة أن قطاع النظافة في داريا شهد تحسنًا بعد انسحاب مديرية النظافة التابعة لمحافظة ريف دمشق، واعتماد البلدية المحلية على إمكانياتها. وقال إن البلدة كانت تعاني سابقًا من نقص دائم في المعدات مثل الضاغطات والجرارات وآليات نقل القمامة، إضافة إلى تأخر ترحيل المكبات بشكل دوري.

منذ حوالي عشرة أيام، تولت البلدية مسؤولية ترحيل القمامة، حيث تمت إزالة المكبات من تراكمات المدينة بالكامل، وتُعالَج الآن أكوام النفايات في المناطق الصناعية مثل كسرات داريا القديمة والمنطقة خلف “تاون سنتر” يوميًا. كما تُرحَّل نواتج النظافة إلى مكب دير العلي كل يومين إلى ثلاثة أيام.

ورغم التحسن الملحوظ، أشار جعنينة إلى الحاجة الماسة إلى حوالي 50 حاوية إضافية بشكل إسعافي لضمان عدم تراكم الأوساخ في الشوارع ومعالجتها مباشرة.

المواصلات: جهود لتغطية المزيد من الخطوط وتقليل التكلفة

في قطاع النقل، أشار جعنينة إلى تأمين خطوط مواصلات جيدة بين داريا ودمشق، حيث توجد أكثر من 110 سيارات تعمل على هذا الخط. تم تحديد تسعيرة الركوب بـ 4000 ليرة، مع محاولات لتخفيضها قدر الإمكان. كما تم تشغيل خطوط بين داريا والمعضمية، والفصول الأربعة، مع خطط لتأمين خطوط جديدة بين داريا وصحنايا، وداريا وطريق الحديد، وداريا وفريج المعامل، رغم الحاجة إلى عدد كبير من السيارات لتحقيق هذا الهدف.

المياه: تأهيل آبار وزيادة الخزانات لضمان التوزيع

أكد جعنينة أن شح المياه ما زال يؤثر على إمدادات المدينة، خاصة في الأطراف نتيجة قدم الشبكة. وللتغلب على هذه المشكلة، تعمل البلدية على تأهيل حوالي 10 إلى 11 بئرًا لتغذية الشبكة المحلية، بالإضافة إلى دعم المياه القادمة من دمشق.

وأشار إلى أن ضخ المياه مباشرة من الآبار لا يحقق ضغطًا كافيًا للوصول إلى الشقق، لذلك هناك حاجة ماسة إلى زيادة عدد الخزانات لضمان توزيع المياه بشكل آمن وكافٍ. حاليًا تصل المياه مرتين أسبوعيًا إلى داريا، يومي الاثنين والخميس، لكن شح المياه أدى إلى تقليل فترات الإمداد مؤخرًا.

الكهرباء: تحسينات جزئية وتحديات في تأمين المواد

فيما يتعلق بالكهرباء، صرّح جعنينة بأن الوضع تحسّن نوعيًا، إذ أصبحت ساعات التغذية أطول من السابق، لكنها لا تزال غير مستقرة بشكل كامل. تحسين الكهرباء يعتمد على تركيب مراكز تحويل جديدة في مناطق متفرقة من المدينة، إلا أن ارتفاع تكلفة المواد اللازمة وكثرة الطلب عليها يشكلان عائقًا أمام تحقيق تحسينات أسرع.

الضغط السكاني: تحدٍ مستمر للخدمات والبنية التحتية

أكد جعنينة أن الزيادة السكانية في داريا تضغط بشكل كبير على الخدمات والبنية التحتية، حيث تزدحم الطرق وتتعرض البنية التحتية المتآكلة لمزيد من التلوث والإتلاف. وأوضح أن الخدمات تتحسن بشكل طفيف، لكنها لا تواكب عدد السكان العائدين، مما يستدعي جهودًا وإمكانيات أكبر بكثير من المتاح حاليًا.

الحاجة إلى دعم شامل للخدمات

ختم رئيس المجلس المحلي حديثه بالتأكيد على ضرورة دعم كافة الخدمات في المدينة، بما يشمل الزراعة، والصناعة، والطرق، والصرف الصحي، والنقل، لضمان تحسين الأوضاع بشكل واضح في المستقبل القريب.

وأخيرًا، تشهد داريا تحسنًا تدريجيًا في قطاعات النظافة، والنقل، والمياه، والكهرباء، لكن استمرار التحديات مثل شح الموارد، والزيادة السكانية، وقدم البنية التحتية، يتطلب دعمًا كبيرًا وجهودًا مستمرة لتحسين مستوى الخدمات بشكل ملموس لجميع السكان.

مقالات ذات صلة