تشهد بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي أزمة خدمية متفاقمة تهدد حياة آلاف السكان الذين عادوا إليها خلال الأشهر الأخيرة، إذ تتصدر مشكلة الصرف الصحي قائمة التحديات اليومية التي يواجهها الأهالي في ظل غياب أي حلول جذرية من الجهات المعنية.
فبعد عودة أكثر من 2500 عائلة إلى البلدة التي عانت لسنوات من ويلات الحرب والنزوح، وجد الأهالي أنفسهم أمام واقع خدماتي متردٍ، أبرز مظاهره شبكة الصرف الصحي المتهالكة التي لم تخضع منذ سنوات طويلة لأي أعمال صيانة أو تأهيل.
قنوات مغلقة وتهديد بالفيضانات
محمد النجم، أحد أبناء البلدة العائدين حديثًا، عبّر في حديث لمنصة سوريا 24، عن قلقه من تفاقم الوضع قائلاً: “القنوات الرئيسية ما تزال مغلقة ومليئة بالركام، مع غياب مطريات تصريف مياه الأمطار، وهذا يهدد بتشكل فيضانات وتسربات مع اقتراب فصل الشتاء”.
وأضاف أن الأهالي يطالبون بضرورة التدخل العاجل لتعزيل الخطوط وفتح القنوات المغلقة قبل أن تتحول المشكلة إلى كارثة بيئية وصحية تهدد استقرار الحياة في البلدة، مشيراً إلى أن الخطر لا يقتصر على تراكم المياه فحسب، بل يمتد ليشمل انتشار الأوبئة والحشرات مع طفح المجاري.
انسدادات متكررة ومخاطر على المنازل
من جانبه، أكد نادر دبيس، عضو اللجنة الخدمية في البلدة في حديث لمنصة سوريا 24، أن واقع الصرف الصحي الحالي يشير إلى خطورة متزايدة:
“واقع الصرف الصحي في بلدة كفرنبودة يهدد بكارثة بيئية وصحية قريبة، في ظل انسداد المصارف الرئيسية والفرعية وتراكم بقايا الردميات داخلها بشكل كبير”.
وأوضح دبيس أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن العديد من خطوط الشبكة تشهد انسدادات متكررة بفعل تراكم الأوساخ والمخلفات، وهو ما ينذر بتسرب مياه الصرف الصحي باتجاه المنازل، خصوصًا في المناطق المنخفضة والمتقدمة على خطوط الشبكة.
مخاطر مباشرة على سلامة السكان
الأهالي يواجهون أيضاً مشكلة لا تقل خطورة، تتمثل بوجود العديد من فتحات الصرف الصحي بلا أغطية، الأمر الذي يشكّل تهديدًا يوميًا لسلامة السكان.
وقد سجلت البلدة خلال الأسابيع الماضية حوادث سقوط أطفال وكبار في بعض هذه الفتحات، ما يضاعف الحاجة لإجراءات وقائية عاجلة.
ويشير السكان، حسب مراسل منصة سوريا 24 في حماة، إلى أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية والتنفسية، فضلاً عن مخاطر تلوث المياه الجوفية نتيجة تسرب المجاري إليها، ما ينذر بأزمة صحية شاملة يصعب السيطرة عليها إذا لم يتم التحرك سريعًا.
مطالبات شعبية بتدخل عاجل
في ظل هذه الظروف، يطالب أهالي كفرنبودة الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية ذات الصلة بالتدخل الفوري لإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي، وتعزيل القنوات، وإغلاق الفتحات المكشوفة، والعمل على توفير نظام صرف متكامل يضمن حماية السكان مع اقتراب فصل الشتاء.
ويؤكدون أن معالجة هذه المشكلة لم تعد خيارًا ثانوياً، بل ضرورة قصوى للحفاظ على صحة الأهالي واستقرار عودتهم إلى البلدة، خاصة أن غالبيتهم من العائلات التي أنهكتها سنوات النزوح ولا تملك القدرة على تحمل أعباء إضافية.
تهديد حقيقي لعودة الحياة الطبيعية
الأزمة الراهنة في كفرنبودة تكشف حجم التحديات الخدمية التي تواجه المناطق العائدة إلى حضن الاستقرار بعد الحرب، حيث يضع سوء الواقع الخدمي، وعلى رأسه الصرف الصحي، مستقبل عودة الحياة الطبيعية على المحك.
ومع استمرار غياب الحلول الجذرية، تبقى البلدة وأهلها أمام خطر حقيقي يهدد حياتهم وصحتهم، فيما تترقب العائلات تدخلاً سريعاً ينقذها من شتاء قد يكون الأسوأ منذ سنوات.