سلّط الكابتن ولاعب المنتخب الوطني السابق في كرة القدم، وليد أبو السل، في حوار خاص مع منصة “سوريا 24″، الضوء على التحديات العميقة التي تواجه الرياضة السورية، من الأزمة الاقتصادية الخانقة للأندية، مرورًا بالتخبط في تعيين الإدارات وغياب الخبرات، وصولًا إلى تراجع الاستثمار في المواهب وافتقار الرياضة إلى استراتيجية بعيدة المدى.
وقال إنّ مستقبل الرياضة في سوريا لن يتغير ما لم تتوفر بيئة صحيحة تقوم على الإدارة المؤهلة، والاستثمار المنظم، وصقل الطاقات الكامنة.
وانتقد أبو السل غياب الاستثمارات الرياضية، مشيرًا إلى أن الأندية باتت تعتمد على داعمين يفتقرون إلى الخبرة، لكنهم استحوذوا على القرار الأول والأخير، معتبرًا أن هذا الوضع جعل الأندية عاجزة عن وضع خطط للنهوض والتطوير.
كما أشار إلى وجود فشل واضح في تعيين الإدارات، بدءًا من القيادات العليا وصولًا إلى إدارات الأندية، حيث يغيب عنصر الخبرة، فيما تعرّضت الكفاءات الرياضية السورية للتهميش طويلًا بفعل سيطرة القيادات السابقة، معبّرًا عن أمله في ألّا يستمر هذا النهج في المرحلة الحالية.
وفيما يخص المواهب، شدّد أبو السل على أن سوريا تمتلك طاقات كبيرة لم تُصقل كما يجب، بسبب غياب مدربين مختصين في الفئات العمرية الصغيرة، وضعف خبرة الاتحادات السابقة.
واستشهد أبو السل بتجربة الأردن التي بلغت كأس العالم بعد برنامج استمر عشر سنوات بإشراف مدربين متخصصين مُنحوا الصلاحيات الكاملة.
ولفت إلى أن المال يبقى “عصب التطوير الرياضي”، لكنه ليس حلًا في ظل إدارات غير مؤهلة، مشددًا على أن النجاح يحتاج إلى إدارة كفوءة ورؤية واضحة قبل أي دعم مالي.
وقدّم أبو السل جملة من المقترحات لإنقاذ الرياضة السورية، أبرزها:
* تطوير البنية التحتية للملاعب والصالات واستحداث منشآت جديدة في المحافظات.
* إنشاء أكاديميات للمواهب بإشراف مدربين أوروبيين مختصين بعقود طويلة الأمد.
* وضع استراتيجية وطنية شاملة تراعي صقل المواهب وتطوير المنتخبات.
* التركيز على المنتخب الأول والأولمبي ليكونا واجهة حقيقية لسوريا في المحافل الدولية.
وختم بالقول:”لدينا طاقات هائلة تحتاج إلى بيئة صحيحة ورؤية استراتيجية طويلة الأمد، لنصنع جيلًا قادرًا على إيصال الرياضة السورية إلى العالمية”.
من هو الكابتن وليد أبو السل؟
الكابتن وليد أبو السل، لاعب المنتخب الوطني السوري لكرة القدم سابقًا، وأحد أبرز المهاجمين في الثمانينيات والتسعينيات، وُلد عام 1963 في مدينة نوى بمحافظة درعا. بدأ مسيرته الكروية مع نادي الجيش، قبل أن ينتقل إلى المنتخب الوطني، حيث مثّل سوريا لعقد كامل وحقق إنجازات بارزة، أبرزها الفوز بالميدالية الذهبية في دورة البحر الأبيض المتوسط عام 1987، وتسجيل أسرع هدف في إحدى بطولات كأس آسيا.
خاض أيضًا تجارب احترافية في سلطنة عمان، ثم عاد ليلعب مع نادي الشعلة قبل أن يعتزل عام 2004 ويتجه إلى التدريب، حيث تولّى قيادة عدة أندية منها: الجيش، الشعلة، النضال، وداريا.