عقربات..بلدة مهمشة بين غياب الخدمات وسوء البنى التحتية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يعاني سكان بلدة عقربات الواقعة شمال إدلب، قرب مدينة سرمدا وعلى بعد نحو 8 إلى 10 كيلومترات من معبر باب الهوى الحدودي، من تدهور في الخدمات الأساسية، وسط مطالبات متكررة لبلدية أطمة المسؤولة إداريًا عن البلدة بضرورة التحرك والاستجابة لاحتياجات الأهالي.

طرق متهالكة ومجارٍ مكشوفة

يشتكي الأهالي من سوء الطريق الرئيسي القادم من جهة دير حسان قبل مفرق مشهد روحين، إذ بات مليئًا بالحفر ومياه الصرف الصحي المتسربة من المخيمات المحيطة، ما جعله – بحسب وصف السكان – “أسوأ طريق في المنطقة”. هذا الواقع يعرّض المارة والسيارات لمخاطر يومية، في ظل غياب أي مشروع لتعبيده أو صيانته.

ويشير محمود عبد الرزاق، أحد سكان البلدة، إلى أن الطريق الواصل باتجاه الدانا يعاني من فيضان مياه المجارير بشكل دائم، الأمر الذي يجعل المرور منه في الشتاء أكثر صعوبة وخطورة.

إنارة شبه معدومة

من أبرز ما يعمّق معاناة البلدة هو ضعف شبكة الإنارة العامة. فمع غروب الشمس تغرق الشوارع في الظلام، ما يحول البلدة بعد الساعة الثامنة مساءً إلى ما يشبه “بلدة مهجورة”، على حد وصف الأهالي. هذا الوضع لا يؤثر فقط على الحركة التجارية والاجتماعية، بل يفرض قيودًا على النساء والفتيات اللواتي يجدن صعوبة في الخروج ليلًا بسبب انعدام الأمان.

أزمة مواصلات خانقة

أما المواصلات فتشكّل معضلة أخرى، خصوصًا بعد توقف خط باص الزاجل الذي كان يمر عبر عقربات متجهًا نحو أطمة وسرمدا وباب الهوى. إلغاء هذا الخط حرم الأهالي من وسيلة نقل أساسية، وأجبر طلاب الجامعات والموظفين على الخروج قبل ساعات طويلة من مواعيدهم لضمان الوصول إلى إدلب أو سرمدا، في ظل عدم امتلاك كثيرين لسيارات خاصة.

احتجاجات الأهالي ومطالبهم

إزاء هذه الظروف، نظم ناشطون من عقربات حملة لجمع التواقيع ورفعها إلى البلدية والجهات الحكومية، للمطالبة بتعبيد الطرق وصيانة شبكة الإنارة. لكن السكان يؤكدون أن البلدية لم تستجب حتى الآن، وأن الخدمات الوحيدة التي يلمسونها هي تحرير المخالفات، بينما تغيب المشاريع الخدمية الأساسية.

ويعبّر الأهالي عن استيائهم من “تجاهل بلدية أطمة لاحتياجات عقربات”، مطالبين رئيس البلدية بزيارة البلدة والاجتماع مباشرة مع السكان لوضع خطة شاملة تلبي أبسط مقومات الحياة الكريمة، من تعبيد الطرق، وتحسين الإنارة، إلى إعادة تفعيل خطوط المواصلات.

قال رئيس بلدية منطقة أطمة، عبد الكريم المحمد، في رده على شكاوى الأهالي: إن البلدية أجرت تقييمًا لاحتياجات جميع البلدات التابعة لها وفق سلم أولويات، مشيرًا إلى أن البلديات ما تزال في طور التشكيل وتواجه تحديات أبرزها النواحي المالية. وأكد أن إقرار موازنة البلديات سيتم قريبًا، متعهدًا بالاستجابة لطلبات الأهالي وعدم التقصير في تلبية احتياجاتهم. وأضاف أن الطريق المذكور ضمن قائمة الأولويات، داعيًا الأهالي إلى التحلي بمزيد من الصبر ريثما تُستكمل الإجراءات اللازمة.

بلدة على هامش الاهتمام

رغم قربها من مركز حيوي مثل معبر باب الهوى، ما تزال عقربات، بحسب سكانها، تعاني من تهميش واضح في الخدمات الأساسية. الأمر الذي ينعكس سلبًا على الحياة اليومية للأهالي، وعلى فئات واسعة منهم مثل الطلاب والنساء، ويزيد من الإحساس بالانعزال مقارنة بالبلدات المجاورة التي حظيت بمشاريع خدمية.

مقالات ذات صلة