حلب تحتضن فعالية “جسور”: ثقافات متنوعة ترسم ملامح الهوية السورية الجامعة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شهدت مدينة حلب فعالية ثقافية بعنوان “الفنون الثقافية”، ضمن مبادرة “جسور” التي تهدف إلى تعزيز الحوار والتماسك المجتمعي بعد سنوات الحرب. وجاءت الفعالية بدعم من المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبشراكة مع منظمة التنمية السورية، لتشكّل منصة جامعة للشباب والنساء ومختلف المكونات السورية.

وأوضح محمد شحادة، مشرف الفعالية من فريق “جسور”، أن المبادرة ارتكزت على ثلاثة أقسام رئيسية: “المسرح والفلكلور من خلال عروض موسيقية وفنية أعادت إحياء الذاكرة الشعبية، والأركان الثقافية عبر معارض تعرّف بالتراث السوري المتنوع: الأرمني، الكردي، السرياني، العربي، المسيحي، والشركسي”، إضافة إلى “الأعمال الفنية التي شارك في إعدادها فنانون محليون على مدار أسبوع، عاكسين نسيج المجتمع الحلبي”.

وبحسب شحادة، فإن الفعالية تسعى إلى إعادة مدّ الجسور بين السوريين بعد سنوات من القطيعة بسبب الحرب، وأن الهدف منها هو فتح مساحات للتعارف من جديد عبر الفن والموسيقى.

من جهته، اعتبر المطران بطروس قسيس، مطران حلب للسريان الأرثوذكس، أن الفعالية تعكس عمق التراث السوري وغناه الحضاري، وقال لمنصة سوريا 24 إن “سوريا حيّة بشعبها وكنائسها وجوامعها ومراكزها الحضارية”. وأوضح أن “هذه الأمسية تعكس إرادة السوريين في التعايش بمحبة وقناعة، واكتشاف بعضهم من جديد على أسس ثقافية وسلمية”، مؤكداً أن الإنسان السوري، بإيمانه العميق، قادر على الصمود وتجاوز التحديات، داعياً إلى استمرار هذه المبادرات التي تعزز

روح التعاون بين أطياف المجتمع.

من جهتها، عرضت آيفا مصطفى جانباً من التراث الكردي، من الآلات الموسيقية والملابس التقليدية إلى الرموز الثقافية المرتبطة بالحب والحرية. وأوضحت أن الألوان في العراض الكردية تحمل دلالات خاصة: الأصفر للأمل والحرية، والأحمر للحنّة. وختمت حديثها بالقول: “من خلال هذه المشاركة، نعرّف الآخرين بعمق ثقافتنا ونساهم في تعزيز التماسك المجتمعي”.

حلب… هوية جامعة

أما ذكية محوك، ممثلة القسم العربي، فاعتبرت خلال حديثها لمنصة سوريا 24 أن الفعالية تجسد هوية حلب كمدينة متعددة الثقافات، وأن “حلب وسوريا عموماً فسيفساء من التعدديات”. وأكدت أن مهمة المعرض هي إبراز الهوية على أرض الواقع وإعادة تشكيل النسيج السوري الواحد والمتكامل الذي يعبر عن سوريا التي نحلم بها.

الطعام جسراً للتلاقي

قدّم محمد كرام ناولو رؤية مختلفة من خلال “طاولة حلبيّة” جمعت مأكولات كردية وأرمنية وشركسية وحلبية. وأوضح لمنصة سوريا 24 أن هذه الطاولة التفاعلية ترمز إلى وحدة المكونات، مشيراً إلى مجسم يد من الطين يرمز إلى الأصل الواحد للإنسان. وأضاف: “الفن والغذاء والرموز الروحية كلها لغات للتواصل، بعيداً عن أي تمييز”.

شهادات الزوار

بدوره عبّر الزائر وسيم الحاج عن سعادته بالمشاركة قائلاً: “بناء السلام والتماسك المجتمعي هو ما يحتاجه السوريون اليوم أكثر من أي وقت. هذه الفعالية منحت المشاركين فرصة للفرح والتعارف بعد سنوات من التغييب الثقافي”.
أما ينال جودت من القسم الشركسي، فقد استعرض التراث الشركسي الذي يمتد في سوريا منذ أكثر من 150 عاماً، عبر الزي والفلكلور والعادات. وأكد لمنصة سوريا 24 أن هذه الفعالية “تظهر مدى ترابط السوريين، وتبرز قيمة المحبة والسلام بينهم”.

لم تقتصر الفعالية على عرض فنون وثقافات متعددة، بل شكّلت مساحة لإعادة اكتشاف السوريين لبعضهم البعض. فمن المسرح إلى الأركان التراثية، ومن الطاولات الغنية بالمأكولات إلى الأغاني والرموز الثقافية، ارتسمت صورة عن سوريا المتنوعة، حيث يشكّل التنوع قوةً لا عبئاً، وجسراً نحو مستقبل يسوده السلام.

مقالات ذات صلة