بعد أن أبرز تقرير سابق لمنصة سوريا 24 في يونيو 2025 أزمة الصرف الصحي المزمنة في قرية تشرين بريف الرقة الشمالي، والتي تهدد حياة أكثر من 25 ألف نسمة، أطلقت بلدية تشرين مشروعًا إسعافيًا لتأسيس خط رئيسي للصرف الصحي يغطي المناطق الأكثر تضررًا ويتيح توسع الشبكة مستقبلاً لتشمل كامل أحياء القرية.
وقال مصدر مسؤول في البلدية إن المشروع يهدف إلى وضع حد للخطر الصحي الناتج عن الاعتماد على الحفر الفنية القديمة وغير الآمنة، التي أدت في السنوات الماضية إلى حوادث مأساوية وخسائر بشرية، وكان آخرها وفاة شابين أثناء تنظيف حفرة منزلية.
وأكد الأهالي، ومنهم حميد العيسى (57 عامًا)، أن التوسع السكاني وزيادة كثافة الأحياء جعل الحاجة إلى شبكة صرف صحي رسمية أمرًا لا يحتمل التأجيل، لافتين إلى أن الحفر الحالية غير آمنة وتنبعث منها روائح كريهة، ما يزيد القلق على حياة الأطفال وكبار السن.
ولا تقتصر مشاكل القرية على الصرف الصحي، إذ تعاني تشرين من بنية تحتية متدهورة للطرقات، حيث لا توجد أي طرق معبدة، ما يؤدي إلى عزلة بعض الأحياء خلال الشتاء بسبب الطين والمياه المتراكمة، وهو ما يعيق حركة السكان وطلاب المدارس، حسبما أوضح عبد الرحمن الطه (40 عامًا)، أحد الأهالي.
من جهتها، أكدت البلدية أن تنفيذ مشاريع شاملة للصرف الصحي صعب بسبب محدودية الميزانية، مشيرة إلى استمرار عمليات شفط مياه الحفر الفنية مؤقتًا، مع خطط لتعبيد الشارع الرئيسي وعدد من الشوارع الفرعية خلال العام الجاري لتسهيل حركة السكان وخدمة السوق المركزي.
ويظل سكان قرية تشرين يطالبون بحلول سريعة ومستدامة تحمي صحتهم وحياتهم، وتلبي احتياجات البنية التحتية الأساسية للقرية، مؤكدين أن مشروع الصرف الصحي الحالي خطوة مهمة لكنها غير كافية بمفردها.