شهد مخيم باب السلامة، الواقع على الحدود السورية التركية شمال محافظة حلب، حالة من التوتر والاحتجاجات الشعبية، بعد تصاعد الضغوط من قبل مؤسسة الشؤون الاجتماعية والعمل لترحيل سكانه إلى مخيمات أخرى مثل برعان وجرابلس.
أيمن حاج قدور، مدير مخيم باب السلامة، صرح لمنصة سوريا 24 قائلًا إن أهالي المخيم يواجهون ضغوطًا متزايدة للرحيل القسري، مؤكدًا أن السكان يرفضون بشدة هذه الإجراءات، ويعتبرونها تهجيرًا جديدًا يفاقم معاناتهم بدلًا من التخفيف منها.
وأوضح حاج قدور أن المخيم بات مغلقًا أمام المنظمات الإنسانية نتيجة قرارات صادرة عن مؤسسة الشؤون الاجتماعية والعمل، ما أدى إلى توقف شامل للخدمات مثل المياه، النظافة، وترحيل القمامة، لافتًا إلى أن جميع هذه الأعباء تُلقى على عاتق الأهالي الذين يعيشون تحت خط الفقر، ويستعدون الآن لفصل شتاء قاس.
وأضاف: “وصلتنا مؤخرًا مساعدات مخصصة للأيتام، وهي توزيعة إنسانية موجهة لعوائل الشهداء، إلا أن إدارة الشؤون الاجتماعية والعمل رفضت إدخالها إلى المخيم. هذا الرفض كان صادمًا ومؤلمًا لجميع السكان”.
كما اشتكى مدير المخيم من أن هذه الإجراءات تصب في اتجاه “تطفيش” الأهالي ودفعهم للرحيل القسري، وهو ما وصفه بـ”الخطأ الكبير” بحق فئة من الناس تمثل العمق الشعبي للثورة السورية.
وندد حاج قدور بما أسماه “الحصار الإداري”، مشيرًا إلى أن من تبقى في المخيم هم من أكثر الفئات فقرًا وهشاشة، ومعظمهم من عوائل الشهداء أو من الذين فقدوا منازلهم بشكل كامل.
ووجه نداءً مباشرًا إلى رئيس الجمهورية، السيد أحمد الشرا، وإلى محافظ حلب، السيد عزام غريب، داعيًا إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفه بالإجراءات الظالمة.
وقال: “نحن أبناء الثورة، لم نخرج من ديارنا لبناء مناطق نفوذ أو سلطة، بل لنُسهم في بناء دولة حقيقية. ما يجري في مخيم باب السلامة اليوم يخالف كل قيم الثورة وأهدافها”.
ويعد مخيم باب السلامة من أقدم المخيمات الحدودية، ويأوي آلاف النازحين، معظمهم من منطقة تل رفعت ومحيطها، الذين فروا من قصف النظام السوري وروسيا، وتعرضوا لاحقًا لتهجير ثان على يد قوات “قسد”.
ويعيش سكان المخيم أوضاعًا إنسانية صعبة، حيث يعانون من تردي الخدمات الأساسية، وغياب الدعم الإغاثي منذ أكثر من عام.
من جهته، أوضح مصطفى المصطفى، أحد سكان المخيم، أن محاولات الترحيل تتزامن مع ظروف إنسانية متدهورة، وغياب كامل للحلول البديلة.
وأضاف أن بعض العائلات حاولت بالفعل العودة إلى مناطقها الأصلية، لكنها فوجئت بدمار شامل في منازلها، مما اضطرها إلى العودة إلى المخيم مجددًا في ما وصفه بـ”النزوح العكسي نحو الخيمة باعتبارها الملاذ الوحيد”.
وطالب المصطفى عبر منصة سوريا 24 بفتح تحقيق فوري في أسباب وقف الدعم الإنساني عن المخيم، محملًا الجهات المعنية المسؤولية عن هذا التدهور. كما دعا إلى تأمين الخدمات الأساسية بشكل عاجل، وعلى رأسها الماء، النظافة، والمأوى، إضافة إلى استئناف دعم برامج الأيتام.
وختم حديثه بالقول: “نحن لا نطلب امتيازات، بل نطالب بأبسط حقوقنا كبشر. هذه الخيام مأوى لأرامل وأمهات شهداء وأطفال أيتام، وحرمانهم من المساعدات جريمة لا يمكن السكوت عنها”.