ريف منبج الشرقي بلا ماء ولا اتصال.. ومناشدات بتدخل حكومي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في عمق الريف الشرقي في مدينة منبج، تعاني قرية العنزاوية والقرى المجاورة لها، والبالغ عددها حوالي 14 قرية، منها بني عصيد، خرفان، تشديش، أطوال، الجبثة، الحمام، امطيرات، الكازجية، الحية (الكبيرة والصغيرة)، القادر وبئر خللو، من غياب شبه كامل للخدمات الأساسية.

وأوضح إبراهيم، أحد سكان قرية العنزاوية، أن المنطقة تعيش منذ أكثر من 14 عامًا دون أي تغطية للاتصالات، مما حرم الأهالي من خدمة الإنترنت تمامًا، وهو ما وصفه بأنه أول وأهم مطلب للسكان في الوقت الحالي.
وقال لمنصة سوريا 24: “الاتصال منعدم نهائيًا، لا توجد أي تغطية، وبدون شبكة لا يوجد إنترنت، ونحن اليوم نعيش في عزلة تامة”.

وأضاف إبراهيم أن أزمة المياه تمثل التحدي الأكبر، حيث تقع القرى على بُعد ثلاثة كيلومترات فقط من نهر الفرات، ومع ذلك لا توجد أي شبكة مياه تغذي المنازل أو الأراضي الزراعية، ما يدفع السكان لحفر آبار غزّازة تصل كلفتها إلى ألف دولار للواحد، وقد يتجاوز عمقها 200 متر، إلا أن المشكلة لا تتوقف عند الحفر، بل تمتد إلى الحاجة للكهرباء لتشغيل المضخات، في حين لا تصل الكهرباء إلى القرى إلا أربع ساعات في اليوم.

ونبّه إلى أن انعدام المياه يهدد الزراعة وتربية المواشي وحتى الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن الأهالي يتبادلون الماء فيما بينهم حسب الاستطاعة، أو يشترونه بأسعار مرتفعة تفوق قدرتهم.

وتحدث إبراهيم عن الوضع الاقتصادي مؤكدًا أن معظم سكان القرى يعيشون تحت خط الفقر ويعتمدون بشكل أساسي على تحويلات الأقارب في الخارج، لا سيما في لبنان وأوروبا.

كما أشار إلى أن التعليم شبه متوقف في المنطقة، حيث لا يوجد عدد كاف من المعلمين، والوكلاء لا يتقاضون رواتب، والطلاب لا تتوفر لهم مدارس مناسبة أو بيئة تعليمية حقيقية.

أما الوضع الصحي، فقد وصفه بالسيئ جدًا، موضحًا أن أقرب مركز صحي رسمي يقع على بُعد 25 كيلومترًا في منبج، بينما توجد بعض العيادات الخاصة في قرية الحية، لكن أسعارها مرتفعة جدًا ولا تخضع لأي رقابة، مما يجعلها خارج قدرة أغلب الأهالي.

من جهته، قال عبد الرحمن أبو الوليد، من أبناء العنزاوية، إن الوضع الزراعي مهدد بشكل خطير بسبب نقص المياه وغياب الدعم بالمحروقات للآليات الزراعية، لافتًا إلى أن القرى كانت تُروى سابقًا بالأمطار، لكن الظروف المناخية وتدهور الآبار جعلا الزراعة تعتمد على مياه الفرات، التي بات الوصول إليها أمرًا بالغ الخطورة بسبب قربها من مناطق سيطرة قوات “قسد”.

وأوضح لمنصة سوريا 24 أن الأهالي كانوا في السابق يملؤون صهاريج المياه من نهر الفرات لتغذية المنازل والمزارع والمواشي، لكن ذلك أصبح اليوم محفوفًا بالمخاطر، مما ساهم في تدهور الواقع الزراعي وانخفاض إنتاج المحاصيل الرئيسية كالقمح والشعير والجربان.

ودعا عبد الرحمن، عبر منصة سوريا 24، السلطات الحكومية إلى التدخل العاجل لإنقاذ هذه القرى من الانهيار الكامل، مشددًا على أن إيصال المياه من نهر الفرات إلى هذه القرى لم يعد مطلبًا ثانويًا بل ضرورة حياتية، وأنه سيحدث نقلة نوعية في حياة السكان، اقتصاديًا وزراعيًا واجتماعيًا، وسيسهم في تنشيط تربية المواشي التي كانت تُعد مصدر دخل أساسي للعائلات.

كما طالب بتحسين الوضع الصحي من خلال إنشاء مركز صحي حكومي يوفر الخدمات بأسعار مناسبة، وتوفير شبكة اتصالات، ودعم المدارس والكوادر التعليمية.

رغم هذه الظروف الصعبة، أكد سكان العنزاوية أن التكاتف المجتمعي لا يكفي لتعويض غياب الدولة وخدماتها الأساسية، وأعربوا عن أملهم في تحرك رسمي قريب.

وناشد الأهالي عبر منصة سوريا 24 السلطات الحكومية المختصة بالتدخل الفوري، معتبرين أن الاستمرار في تجاهل هذه المناطق لا يخدم الاستقرار ولا التنمية، وأن تأمين الماء والاتصالات والتعليم والصحة هو حق أساسي لهم، وليس منّة أو ترفًا.

مقالات ذات صلة